قيمة الذات

قيمة الذات
إن جميع الأشخاص يطمحون إلى حياة رائعة تخصّ أطفالهم، فالجميع يتمنّى لأطفاله السعادة والنجاح والإيجابية، بل ويطمحون بأن يكون أطفالهم أطفالًا أقوياء ومسؤولين ومحبوبين، ولكن معظم الناس لا يعرفون كيف يساعدون أطفالهم على الوصول إلى هذه الأمور، ومن ثم يقع الأطفال ضحايا لجهل الآباء، فالآباء هم قدوة أطفالهم، لذا إذا أردت من طفلك السمو ابدأ بنفسك أولًا! وقدّر ذاتك وكن نموذجًا إيجابيًّا يحتذى بِه!

كما يجب عليك أن تطور معرفة طفلك في جميع الجوانب، وأن تجعله قادرًا على إدارة مشاعره الإيجابية والسلبيّة، فالطفل يحتاج إلى أن يتعلّم خصائص المعيشة بشكل راقٍ ومن دون قيود.
فالشخص اللا محدود لا يجعل الغضب يسيطر على حياته، بل لديه تقبّل لواقعه وثقة عالية تجعله مستعدًّا للتجارب المختلفة التي ترقى به، وهو شخص يعيش بشكل صحيّ فهو يستمّد قيمته من داخل نفسه ويضيف القيم لحياته، أمّا عندما يسعى الإنسان وراء معايير خارجيّة معيّنة للنجاح والسعادة فيبدو كالمكبَّل الذي يصعب عليه الوصول إلى شيء، كأنه يلهث وراء السراب! لأنه مشغول طوال الوقت بالبحث عن الأشياء!
إن الشخص اللا محدود قادر على تحقيق ذاته بالشكل الصحيح، ولذلك لا بد للآباء أن يهتموا بنظرة الطفل إلى نفسه أكثر من تعظيم نظرة الآخرين إليه، فإن رأي الشخص في نفسه عامل مهم لتحديد نجاحاته وسعادته في الحياة.
كما أن صورة الذات ليست ثابتة، لأن الطفل قد يبدو نشيطًا في وقت وكسولًا في وقت آخر، وقد يبدو ماهرًا في اللعب مرة ومتخاذلًا فيه مرة أخرى، وقد يبدو إيجابيًّا في موقف ما وسلبيًّا في آخر، ولهذا فإن صورة الذات ليست قابلة للقياس! والطفل يحتاج إلى أن يثق في نفسه في جميع جوانب الحياة، لكي ينشأ طفل مغامرًا يتحدّى الصعاب ولا يستسلم للإخفاق.
الفكرة من كتاب ما الذي تتمناه لأطفالك فعلًا؟
إنّ فترة الطفولة من الفترات التي تؤثر بشكل كبير في حياة الفرد، فكلّ شيء يحدث في مرحلة الطفولة قد تكون له آثار سلبية أو إيجابية في المستقبل! ولهذا لا بد من توليتها اهتمامًا بالغًا، إذ إن من حق كلّ طفل أن يحظى بتربيّة سويَّة في طفولته، وأن يحصل على الحبّ غير المشروط.
وفي هذا الكتاب، سوف يتحدّث الدكتور واين داير عن الأمور الإيجابية التي نطمح لها في مستقبل أطفالنا، وسوف يعلّمنا كيف ننمي بداخلهم مشاعر الارتياح والسعادة.
مؤلف كتاب ما الذي تتمناه لأطفالك فعلًا؟
واين داير: وُلِدَ في10 مايو 1940، وهو مؤلف أمريكي ومحاضر مشهور، قضى معظم طفولته وسنوات مراهقته في ملجأ للأيتام، وبعدها حصل على درجة علمية من جامعة ولاية واين، وقد عمل في تدريس علم الاستشارات النفسية، ثم انصرف إلى الكتابة في المجلات وأدار عيادة استشارية خاصة، وتُوفِّي في 30 أغسطس 2015.
من أبرز مؤلفاته: “أوقف الأعذار!“، و”قوّة العزيمة“، و”أستطيع أن أرى بوضوح الآن“.
معلومات عن المترجم:
داود سليمان القرنة، محرر ومراجع ومترجم لبعض النصوص والكتب الأجنبية، منها كتاب: “عن قيادة التغيير“، وكتاب: “عن إدارة الذات“.