عناصر غذائية
عناصر غذائية
أي نظام غذائي متوازن صحي سواء كان لمريض السكري أو لأي شخص آخر، لا بد أن يحتوي على عناصر غذائية متنوعة ونِسَب متوازنة من الألياف، والكربوهيدرات، والدهون، والبروتينات بنوعيها الحيواني والنباتي، فلا يقتصر على نوع واحد، ولا يرفع نسبة عنصر عن حاجته، لأن الخلل في النظام الغذائي وزيادة نِسَب عناصر معينة على غيرها قد يؤدي إلى السمنة أو الإمساك أو النحافة الشديدة أو زيادة الكوليسترول في الدم ونحو ذلك.
قد تشكل الكربوهيدرات لبعض الناس منطقة ملغّمة يخشون الاقتراب منها، لأنها مما يساعد على زيادة الوزن بشكل ملحوظ، إذ تعمل على زيادة مستوى السكر في الدم بعد تحولها، والأغلب يحصرونها فقط في الخبز والفطائر والبيتزا والأرز والمعكرونة، على الرغم من أن بعض الفواكه والخضراوات والألبان تحتوي على نسبة من الكربوهيدرات أيضًا، لذا من المهم أولًا معرفة احتياج الجسم بحسب كل شخص وإصابته بالسكري من عدمه، ثم معرفة النِّسَب التي تحويها تلك الأطعمة من الكربوهيدرات وأخيرًا توزيعها على حصص الغذاء اليومية، وهناك جداول غذائية تساعدك على معرفة نسبة الكربوهيدرات في أي وجبة غذائية.
بينما الدهون بنوعيها، المشبعة الحيوانية ذات الحالة الصلبة في درجات الحرارة العادية وغير المشبعة النباتية بحالتها السائلة، تعد منطقة أخرى محظورة، إلا أن الجسم بحاجة إليها لكن بنسب لا تتعدى الـ10% في حالة الدهون المشبعة، أما في حالة الدهون المهدرجة الموجودة في المقليات والأطعمة الجاهزة فيُنصح بتفادي تناولها، وفي المجمل أنت في أمان ما دام استهلاكك للدهون بشكل عام بين 25 إلى 35%.
أما البروتينات، فهي عنصر مهم جدًّا في بناء الجسم، كما أنها مصدر جيد جدًّا للإحساس بالشبع بسبب بدء هضمها البطيء في الجسم، كما أن تأثيرها بسيط في سكر الدم، ونجدها في المصادر الحيوانية كاللحوم والبيض والأجبان والألبان، وفي المصادر النباتية كالبقول والمكسرات، وتشكل البروتينات نسبة 20% من إجمالي السعرات الحرارية اليومية.
وبالنسبة إلى الألياف، فهي أيضًا مما يعطي الإحساس بالشبع وتقلل من ارتفاع مستوى السكر والكوليسترول في الدم، نجدها في “ألياف غير قابلة للانحلال” تساعد على الوقاية من الإمساك كالحبوب الكاملة وبعض الخضراوات والمكسرات، و”ألياف قابلة للانحلال” تعمل على تقليل الكوليسترول والسكر في الدم كالبقول والفواكه الحمضية، ويُعَدُّ استهلاك 20 إلى 35% من الألياف يوميَّا نسبة كافية.
الفكرة من كتاب تعايش مع السكري واستمتع بالصحة
في ظل الأجواء المتسارعة التي نعيشها، والإحاطة بشتى وسائل الراحة والرفاهية، يصبح الحفاظ على الصحة إما جِهادًا لأُولي العزم والجِد وإما تساهلًا من قِبَل من غرتهم الحياة بمتعها، وأحد أخطر أمراض اليوم الذي تُصاب به شتى الفئات العمرية هو مرض السكري، الذي يفتح أبوابًا على أمراض أخرى لا حصر لها، فتعالوا نعطي أجسامنا بعضًا من حقها بإلقاء نظرة سريعة على هذه المعلومات المفيدة البسيطة في ما يتعلق بمرض السكري من كل جوانبه.
مؤلف كتاب تعايش مع السكري واستمتع بالصحة
ميسون صيداوي خوري: خبيرة تثقيف بمرض السكري، وليس لها سوى هذا المؤلَّف الذي نُشِرَ من خلال الدار العربية للعلوم ناشرون، بيروت.