الحياة على القمة
الحياة على القمة
في بداية العصر الجوراسي Jurassic تسبب التصدع والضغط على أطراف سطح الأرض في بداية انقسام القارة “بانجيا”، ومع الانقسام خرجت الحمم البركانية مرة أخرى متسببة في زيادة درجات الحرارة بمقدار 3 أو 4 درجات مئوية، وبينما كان السجل الأحفوري للكثير من الكائنات الحية ينحصر بفعل الحرارة الشديدة وانتشار الفوضى، كانت الديناصورات تتسلق الهرم الغذائي لتصبح الأكثر سيادة وهيمنة في جميع أنحاء العالم. من أكثر الديناصورات التي توضح هذا النجاح هي فصيلة “السوروبود”، بدأت هذه الديناصورات حياتها بأحجام مماثلة للزرافات ثم أصبحت شديدة الضخامة
حتى إن العلماء فشلوا في التعرف عليها عندما تم العثور على أوائل الحفريات لها في عام 1820م، ظنًّا منهم أنها حفريات لأحد الحيتان، إذ كان يُعَد الكائن الأكبر حجمًا حتى ذلك الوقت، بقياس الصفات الفيزيائية من خلال أبعاد العظام للحفريات أو بالاستعانة بنماذج الحاسب الآلي، توصل العلماء إلى أن هذه الكائنات كانت تزن 50 طنًّا في المتوسط وتحتاج إلى كميات هائلة من السعرات الحرارية يوميًّا، ولكن بفضل عنقها الطويل الشبيه بأعناق الطيور الذي يحتوي على أكياس هواء تسمح بامتصاص الأكسجين من الهواء في أثناء الشهيق والزفير معًا؛ نجحت في رفع كفاءة عملية التمثيل الغذائي والتخلص من حرارة الجسم الزائدة، إلى جانب ذلك ساعدها التنوع في الأحجام ومصادر الغذاء على تقليل المنافسة في ما بينهما لتصبح آكلة العشب الأكثر هيمنة لمئات الملايين من السنين.
الفكرة من كتاب صعود وسقوط الديناصورات: تاريخ جديد لغطاء العالم المفقود
يعتقد العلماء أن فصيلة الديناصورات نجحت في البقاء على سطح الأرض لمدة تقدر بنحو 150 مليون عام، هذه المدة تنطوي على بعض الحقبات الجيولوجية التي شهدها كوكب الأرض، والتي ساهمت في تشكيل الطبيعة الجغرافية والمناخية حتى وصلت إلى صورتها الحالية بمرور الوقت. لم تسكن الديناصورات في عالم يشبه عالمنا على الإطلاق، بل تنوعت صورة الحياة ووسائل التأقلم بين أنواع الفصيلة الواحدة، على اختلافها فقد اجتازت اختبارات البقاء وترأست مراكز القوة معلنة قيام إمبراطورية واسعة الهيمنة انتهت بصورة درامية مفاجئة. هذه ليست قصة كائنات فشلت في التعايش مع الكوارث الطبيعية مما أدي إلى انقراضها كما يوضح الكاتب، وإنما دراسة لنوع مميز من الحفريات التي تروي لنا كيف عاشت الديناصورات وما الذي حدث خلال هذه الفترة من التاريخ.
مؤلف كتاب صعود وسقوط الديناصورات: تاريخ جديد لغطاء العالم المفقود
ستيفن بروست: عالم حفريات أمريكي، متخصص في دراسة الجوانب التشريحية ونظريات التطور المتعلقة بالديناصورات. حاصل على بكالوريوس من جامعة شيكاغو ودكتوراه من جامعة كولومبيا، وله عدة أوراق بحثية، من مؤلفاته في المجال:
Dinosaurs(2008)
Dinosaur Paleobiology(2012)
ملحوظة: الكتاب غير مترجم للغة العربية.