كيف تدير وقتك؟
كيف تدير وقتك؟
إن أوَّل كلمة تميِّز القادة العظام، وتجعلهم يسيطرون على أوقاتهم أنَّهم يعرفون كيف يوجِّهونها في المسارات الصحيحة. كيف تفعل ذلك يا ترى؟ عليك في البداية أن تقسِّم عملك إلى فئات واضحة لا تزيد على ستة أشياء، مثلًا مسؤوليَّاتك اليوميَّة، وتطوير وتحسين مستواك، والتواصل مع الآخرين، بعد ذلك اسأل نفسك ما مقدار الوقت الذي يحتاج إليه كل قسم، وإذا لم تستطع تحديد ذلك فاسأل خبيرًا قام بنفس هذه المهام سابقًا لتستطيع وضع النسبة الصحيحة إلى عدد الساعات التي ستقضيها في هذه المهمَّة.
بعد ذلك ابدأ بالعمل المنظَّم، ولكن لا تنسَ أن تحاسب نفسك وتدقِّق في الأشياء التي ضيَّعت فيها وقتك وهنا ننصح بجدول متابعة، واحذر أن تكون في الموقع الأضعف، بمعنى أن تكون غير متحكِّم في وقتك بسبب ضعفك في إحدى المهمَّات، فدائمًا ما تذهب بعيدًا عنك لمن يجيدها، وتضطر إلى عمل أشياء قد لا ترغب فيها، إذن لا بدَّ من وضع وقت لتطوير هذا الضَّعف.
ولكن ماذا تفعل إذا كنت قائد فريق وقد زادت عليك المسؤوليَّات والمهمَّات مع انسحاب بعض الأعضاء؟ إليك بعض النَّصائح لحل هذه المشكلة، وأولاها ألَّا تحاول أن تقوم بكل العمل وحدك لأنك لن تستطيع في هذه الأوقات العصيبة ذلك، فلا بدَّ أن تكون هناك استراتيجيَّة لإدارة الأزمة، ويجب أن تركِّز على الأهداف صاحبة الأهمية بالنسبة إلى العمل، اطرح بعض الأسئلة، كيف ستؤثر هذه المهمة في أموال الشركة وأصحاب الأسهم؟ هل سيوافق المدير على هذه الاستراتيجية؟ ما مستواي المهني وكيف أتعامل مع الأولوية التي حددتها؟
بعد أن تجيب عن هذه الأسئلة يجب عليك أن تصارح مديرك بذلك، وللأسف الكثيرون يخشون هذه الخطوة، إذا نجحت في ذلك فأنت بحاجة إلى انتصارات صغيرة وتحقيق إنجازات قصيرة المدى لتثبت كفاءتك وكفاءة فريقك، ولا تنسب هذه النجاحات إلى نفسك في البداية لأنها تظل قصيرة المدى، وما زلت في مرحلة الخطر فلا تنسَ إشعار المدير بشكل دائم بهذا التقدُّم، وذكِّره بامتلاء أوقاتكم لئلا يرهقكم بمهام جديدة.
الفكرة من كتاب اضبط وقتك
الوقت هو المعادل الموضوعي للحياة ويسير في اتجاه واحد ولا يتوقَّف أبدًا، إذ إن الساعات الأربع والعشرين التي تمرُّ على أكثر الأشخاص نجاحًا هي ذاتها التي تمرُّ على غيره، ولعلَّني إذا سألتك عن أكثر الأشياء التي تشكِّل لك إحباطًا في عملك وحياتك فقد تكون إجابتك “ليس لديَّ الوقت الكافي لكي أقوم بجميع مسؤوليَّاتي”، أنت لست وحيدًا، ففي مشهد الحياة الحالي السريع والتدفُّق الهائل للمعلومات وكثرة وسائل التشتيت، قد تفقد فعلًا السيطرة على وقتك، وتشعر بالإحباط، وقد تتوقَّف عن الإنجاز، لذا فإليك هذا الكتاب.
مؤلف كتاب اضبط وقتك
هذا الكتاب مقدَّم ضمن سلسلة القيادي الناجح التي أصدرتها كليَّة هارفارد لإدارة الأعمال، وهو مقالات متفرِّقة لمجموعة من الكتَّاب والمستشارين ورؤساء التحرير والأساتذة الجامعيين الأكفاء، وتقدِّم السلسلة أحدث ما توصَّل إليه قادة الفكر والباحثون والمديرون في مجال الإدارة، وبرامج التدريب.
من الكتب الأخرى في السِّلسلة: فرق العمل المنسجمة، وعروض تقنع وتحفِّز، واتصالات وجهًا لوجه للتأثير والوضوح، واستبقاء أفضل موظفيك، وإدارة ذاتك وإعدادها للعمل الذي تريد.