سلوكيات الأذكياء والأغبياء عاطفيًّا في الحياة اليومية والمهنية
سلوكيات الأذكياء والأغبياء عاطفيًّا في الحياة اليومية والمهنية
الشخص الذكي عاطفيًّا في مكان العمل يُدرك أن الأشخاص الذين يعملون معه زملاء مهنة فقط، ولا ينبغي له أن يأتي يوميًّا ويثرثر عن حكاياته ومغامراته ومشكلاته العاطفية، ويعي جيدًا خطورة إفشاء أسرار حياته الخاصة التي قد تُستغل ضده، فيكون إنسانًا غامضًا، وينبع هذا الغموض من قوة شخصيته وقوة إرسائه لحدوده مع زملائه.
وبجانب تلك الهيبة التي يرسمها لنفسه في مكان العمل، يهتم أيضًا بإقامة علاقات طيبة مع جميع أفراد المؤسسة، بدءًا من عامل الجراج وصولًا إلى المدير التنفيذي، لأنه يعلم جيدًا أن توسيع دائرة معارفه بالعمل ستجعله في غنًى عن الاعتماد على شخص واحد فقط يقف بجانبه وقت الحاجة.
الذكي عاطفيًّا لا يخجل ولا يتواضع عند شكر رئيسه له على العمل بدقة وإتقان، بل يتحدث بفخر عن الجهد الذي بذله لإخراج العمل في أفضل صورة، وهو أيضًا لا يخجل من أخطائه ولا يجلد نفسه بها طوال الوقت، بل يعترف بها ويدرك أنه لولا الخطأ ما كان للنجاح أن يُوجَد.
الشخص الذكي عاطفيًّا واثق بنفسه، لا يبالي بكثرة الأقاويل من وراء ظهره في مكان العمل، فهو يعلم أن بيئة العمل تربة خصبة لحدوث التفاعلات والمناوشات بين الأفراد، وهو متصالح تمامًا مع تلك الفكرة، ونتيجة لهذا الفهم العميق لفكرة الاختلاف، تجد الذكي عاطفيًّا لا يخشى التصادم في الحوارات الجدالية إن اضطر إلى ذلك، أما الغبي عاطفيًّا فتعرفه من تسرعه الدائم في إصدار الأحكام القاسية على الآخرين، وتلذذه بنقل الأحاديث في مجال العمل من زميل إلى آخر.
وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، يكون الذكي عاطفيًّا حريصًا على اختيار مداخلاته وتعليقاته على أي منشور وأي موضوع، فهو لا يدخل في جدالات قد تخرجه عن ثباته الانفعالي وتزعزع استقراره النفسي، وعلى النقيض من ذلك نجد الأشخاص الأغبياء عاطفيًّا هم من يجدون لذة في تناقل الأحاديث واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي لشتم وذم من يختلفون معهم في الرأي.
الفكرة من كتاب هل أنت غبي عاطفيًّا؟ رحلة التغيير لفهم نفسك، وتحسين علاقتك بالآخرين.
هل سألت نفسك يومًا ما سر الشعور بكيمياء وألفة عند مقابلة بعض الأشخاص لأول مرة، ومع بعض الأشخاص يحصل النقيض تمامًا مهما اختلف زمن اللقاء أو طريقته؟
إن المتحكم الخفي وراء تلك المواقف التي نمر بها وشبيهاتها هو “الذكاء العاطفي”، ذلك المسؤول عن 80% من درجة وسرعة نجاحك المجتمعي والعاطفي والمهني، بينما يكون الذكاء الكمي -المتمثل في قدرتك على الحفظ والاسترجاع والنجاح المهني- مسؤولًا عن 20% فقط من نجاحك في الحياة.
لذا نحن بحاجة إلى معرفة مفاتيح الثمانين في المئة تلك التي ستفتح لنا أبواب النجاح، وتُعيننا على فهم مشاعرنا ودوافعنا التي تنعكس على حضورنا وكلماتنا وسلوكياتنا في علاقتنا بأنفسنا وبالآخرين.
مؤلف كتاب هل أنت غبي عاطفيًّا؟ رحلة التغيير لفهم نفسك، وتحسين علاقتك بالآخرين.
نانسي صميدة: استشارية نفسية، ومدربة، وممارسة معتمدة لعلم البرمجة العصبية اللغوية، وحاصلة على دبلوم الإرشاد النفسي والاجتماعي من جامعة “سيجموند فرويد” بالنمسا. اختِيرَت للعمل التطوعي عام 2012م سفيرةَ اندماج ونموذجًا للمغتربين بأوربا من قبل “وزارة الاندماج والعمل” بفيينا، ومن خلال عملها سفيرةً للاندماج بفيينا، نشرت الوعي، وقدمت ورشًا وندوات لتحفيز المغتربين والمغتربات لاكتساب الثقة بالنفس والإيمان بدورهم كجزء من المجتمع.
من مؤلفاتها:
فيتامينات نفسية.