المدير المجنون وتأثيره في نفسية الموظفين
المدير المجنون وتأثيره في نفسية الموظفين
إن ملايين الموظفين حول العالم يعيشون في بؤس بسبب العمل، فهم يعانون من الضغوط والاستقواء عليهم، ويكرهون فكرة الذهاب إلى العمل جراء ذلك، وليس بسبب أنهم كسالى أو أغبياء، بل لأنهم يواجهون بيئة تسبب لهم قلقًا عميقًا، إنهم ضحايا رؤسائهم والمشرفين عليهم، وقادة الفريق الذين وصلوا إلى تلك المناصب بتخطيط لا يزيد على التقاطهم مثلما يتم التقاط بطاقة اليانصيب!
إننا ننظر إلى المدير بوصفه الشخص الذي يخبرنا ماذا نفعل وكيف نفعله، فهو الشخص الذي نرفع إليه تقاريرنا، والذي يراقب أداءنا ويتأكد من وصولنا في الوقت المحدد، ومن عدم انصرافنا مبكرًا، قد يسمى هذا المدير مديرًا أو مراقبًا أو رئيسًا أو أي لقب آخر، وكلها ألقاب تدل على مطلب واحد، وهو إدارتك، وهذا هو الفهم الخطأ لوظيفة المدير، إذ يعتقد كثيرون أن ما سبق هو سبب وجوده في ذلك المنصب، لكن في الحقيقة، المدير ليس موجودًا من أجل ترويضك أو توبيخك، أو التأكد من حضورك وانصرافك، بل هو موجود في هذا المكان من أجل دعمك وتشجيعك وتسهيل نجاحك، فواجبه التأكد من أن لديك الأدوات والمصادر والمؤهلات والبيئة والتدريب اللازمين لأداء عملك، إنه موجود من أجل خدمتك وليس العكس!
إن أي مؤسسة تحتاج إلى الانضباط، إلا أن الانضباط الفعال هو الذي يأتي من الداخل، بينما الانضباط الخطأ هو الذي يستخدم ضد الموظف، لذا افحص خبرتك واسأل نفسك: “كم مرة كان الرئيس تعسفيًّا معي؟ وما الذي أطلق الغضب؟ وأين تكمن المسؤولية الحقيقة؟” إن الغضب في بعض الأحيان قد يكون معقولًا ومن ثم يكون مقبولًا، لأنه يستخدم لعمل شيء أساسي، لكن الغالب على الرؤساء أنهم يغضبون بشكل يعكس مرضًا كامنًا في داخل الشخص الغاضب، ومن ثم فإن الأمر الذي أطلق الغصب لن يحل أبدًا بواسطة مباراة من الصراخ والشد والجذب.
عندما تفهم كيف تواجه مديرك المجنون، فإن الخيار الأفضل بالنسبة إليك سيكون عدم الإقدام على فعل شيء غير سار، ومع ذلك، إذا كانت المجابهة معه حتمية ولا يمكن تفاديها، فعندئذٍ سوف تحتاج إلى معرفة كيفية استخدام نقاط ضعف رئيسك لاحتواء الأوضاع، إذ سوف تصبح أكثر مهارة في التحكم والسيطرة على نفسك، ومع استخدام تقنيات الحديث والسلوك، سوف تجعل يوم عملك سهلًا وأكثر سرورًا وتأثيرًا.
الفكرة من كتاب هل مديرك مجنون؟! الدليل الحاسم في كيفية التعامل مع مديرك
إن المدير لا يأتي ومعه كتيب استعمال إلى اليوم، لذا فإن عبء إيجاد هذا الكتيب يقع عليك من أجل نفسك، لتجيب عن أسئلة من قبيل: لماذا يطلب هذه الطلبات الغريبة؟ لماذا لا يفهمني؟ لماذا لا يساعدني؟ لماذا لا يجعل الأمور ودية؟ لماذا لا أستطيع التحدث معه؟ إن الكتاب لا يهدف إلى تعليمك كيف تخدع مديرك، بل يهدف إلى جعلك تفكر بإيجابية حتى تستطيع التعامل مع الشرور، وبما أنك موظف فأنت لا تستطيع أن تفعل كل ما تود فعله، ومن ثم يجب أن تراعي رغبات غيرك، حتى وإن كانت رغباتهم دليلًا على الجنون وسوء التصرف، لأنه ولسوء الحظ فإن الآخر الذي يجب أن تراعي رغباته هو “مديرك” الذي لديه القدرة على تسريحك، معتقدًا وجود كثير من أمثالك، لذا فإن هذا الكتاب هو دليلك لمواجهة جنون الآخرين وكذلك جنونك الذاتي، فبما أننا موظفون فنحن تحت رحمة مديرين يمكن أن يكونوا فاسدين أو مستأسدين أو تهكميين أو عدائيين أو غير أكفاء أو كسولين، لذلك يجب أن توجد لنفسك طريقًا لتتعلم كيفية التعامل مع هؤلاء المديرين، وكل ما تحتاج إليه هو دليل يرشدك ويساعدك ويقدم لك الاستراتيجيات والأدوات والحلول التي تحتاج إليها للتعامل معهم.
مؤلف كتاب هل مديرك مجنون؟! الدليل الحاسم في كيفية التعامل مع مديرك
جيل ووكر، عملت في سن مبكرة في مجال سمسرة السفن التي كان يعمل فيه والدها، كما أنها حققت رقمًا قياسيًّا لأصغر امرأة دخلت إلى بورصة البلطيق، تعمل حاليًا في شركة برمجيات، وقد سمحت لها حياتها المهنية بالسفر على نطاق واسع، ما مكنها من الوصول إلى العديد من المديرين التنفيذيين في أكبر 500 شركة في الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة، فمنحها ذلك نظرة ثاقبة لعالم الأعمال والإدارة.
معلومات عن المترجم:
هبة الله الغلاييني، مترجمة وكاتبة سورية، لها عدد من المقالات بلغت 49 مقال في مجلة المعرفة، من ترجماتها:
شيفرة التأثير: عش الحياة التي تستحقها
هل مديرك مجنون؟