قناعاتك الشخصية وأثرها في أطفالك
قناعاتك الشخصية وأثرها في أطفالك
لكل شخصٍ قناعاتٌ خاصة به وعوامل أثرت وما زالت تؤثر في علاقته بنفسه ومن ثم علاقته بأطفاله، فعلاقة الشخص بربه مثلًا تعد من أهم العلاقات التي تسهم في تعديل سلوك الإنسان وتقويمه، مما يؤهله للقيام بدوره التربوي بعد ذلك بشكلٍ سوي، وكذلك علاقته بوالديه من خلال برّهم والإحسان إليهم، مع وضع الشعور القلبي (الحب) جانبًا إذا ما كان أحد الوالدين قد أساء إلى الابن إساءات صعبة، كالتحرش الجنسي أو الضرب المبرح أو البخل الشديد، فمع إساءاتٍ كتلك لا يُطالب الشرع أبدًا بالحب إجبارًا، إذ إنه لا سبيل للمرء في تحصيله رغمًا عنه، ولكن في النهاية،
على الشخص أن يعلم كفايةً أن الوالدين ليسا من جنس الملائكة ولا معصومين من الخطأ، كما ينبغي له أن يفهم أن كلامهما قابلٌ للشك، وليس قرآنًا يتلى، خصوصًا في ما يتعلق بكلامهما السلبي عنه، الذي إن اعتبره حقيقةً دائمًا فسيؤدي به إلى مشكلات عديدة، من فقدان الثقة بالنفس، والشعور الدائم بالفشل، مما ينتج عن تلك المشكلات مشكلات أكبر بعد ذلك عندما تتبدل الأدوار ويصبح الولد هو الوالد بعد حين.
وكذلك الحال بالنسبة إلى الآخرين وأحاديثهم وقناعاتهم التي ربما يحاولون فرضها على الشخص، فالآخرون مختلفون في النشأة والتربية والأسلوب، وآراؤهم وأحاديثهم ليست قرآنًا يُتلى كذلك، ولا هم أمناء دائمًا في نقل ما يفيد الشخص بأسلوبٍ مناسب
وبمعرفة ذلك كله، يصل الإنسان إلى وعيه الحقيقي بنفسه، ويبدأ بالتصالح معها، وليعلم أن من طبيعة تلك الرحلة أنه ربما تراوده مشاعر سيئة لا ينبغي له أن يعتقد بسببها أنه فاشل أو سيئ بشكلٍ يصيبه باليأس، وليعلم أنه سيتجاوز الأمر وستتبدل بتلك المشاعر أخرى إيجابية.
الفكرة من كتاب الذكاء العاطفي في التربية
للذكاء أنواعٌ مختلفةٌ ومتعددة، والذكاء العاطفي أحد هذه الأنواع وأكثرها تأثيرًا في حياة الفرد، فهو يسهم بشكلٍ كبيرٍ في نجاحه وتقدمه من خلال الوعي الذي يكسِبه إياه، وحُسن إدارة الفرد لنفسه وللعلاقات التي في حياته.
وقد خصّت الكاتبة بالذكر هنا حديثها عن الذكاء العاطفي المرتبط بالتربية والأطفال بوجه خاص، على أمل أن تساعد الآباء والأمهات في القيام بدورهم التربوي بشكلٍ أفضل
مؤلف كتاب الذكاء العاطفي في التربية
إيناس فوزي: خبيرة تربوية واختصاصية تعديل سلوك، أسست لنفسها مدرسة خاصة بها في علم تربية الطفل، إذ تبدأ فيها بمعالجة رأس الأمر وهو “المربي” قبل أن تبدأ بمعالجة الطفل نفسه، فهي ترى أن المربي إذا أجاد فهم نفسه أولًا، سهلت عليه عملية التربية، ويبدو رأيها هذا جليًّا واضحًا في مؤلفاتها، التي منها:
ابني مُشتَّت الانتباه.
الـذكـاء التربـوي.
التربية الجنسية.