فن إدارة الحوار

فن إدارة الحوار
يوضِّح الكاتب أننا لا نتحاور على نحو جيد مثمر إلا إذا كان بيننا شخص نعتقد أنه يدير الحوار ويضبطه، ويملك الحق والقدرة على إيقافه، ولهذا فإن من المهم في الحوار الأسري أن يعرف الجميع أن فلانًا هو الذي سيدير الحوار، ويحدَّد الوقت لكل متحدث، والطبيعي هو أن يقود الحوار أحد الأبوين، لكن يظل من المستحسن إسناد الحوار إلى واحد من الأبناء حتى يتدرَّبوا على ذلك، ويتم تبادل الأدوار على نحو دوري، وبعض الآباء الأذكياء يسندون الحوار من حين إلى آخر -عن عمد- إلى المشاغب من الأولاد، أو إلى أقلهم إيمانًا بالحوار، وكثيرًا ما تكون النتائج رائعة، إذ يشعر ذلك المشاغب بتحمُّل مسؤولية نجاح الحوار وتوجيه الآخرين والتزامهم بآداب الحوار الجيد.

ومن البداية يتم تحديد القضية التي تريد الأسرة نقاشها بدقة، ويكون الجميع موافقين على بحثها والحوار فيها، وعدم الانجراف نحو قضايا جانبية، ومن المألوف جدًّا أن ينتهي الحوار وقد نشأت علاقة اختلاف أو خصام بين بعض أفراد الأسرة، وقد يستمر هذا الخصام مدة طويلة، وإن الرئيس الجيد لجولة الحوا ر يستطيع منع ذلك من خلال سحب كلام التجريح والاعتذار عنه.
وفي كثير من حواراتنا لا نجد الدليل الذي نستدلُّ به، ولا نجد ما يدين ما نحاوره، وبالتالي فإننا نلجأ إلى المحاسبة على النيات والمقاصد، وهذا مخالف لما أمرنا الله -تعالى- به من البعد عن الظن والتخمين.
الفكرة من كتاب التواصل الأسري
إن التواصل الأسري هو الذي يُمكِّن الأسرة من أن تكون أسرة متفاهمة ومترابطة وناجحة، ويمثل هذا الكتاب محاولة جادة لإعادة مفهوم التواصل بين أفراد الأسرة بلغة بسيطة وميسَّرة، ويوضِّح أيضًا فنون الحوار وما يجب تجنُّبه، وما يجب اتباعه لتصل الأسرة إلى ما يسمَّى الحوار الناجح / الهادف.
مؤلف كتاب التواصل الأسري
عبد الكريم بن محمد الحسن بكَّار: كاتب سوري وأستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود.
حصل على البكالوريوس من كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر، وعلى الماجستير والدكتوراه من قسم اللغة بالكلية نفسها. له العديد من المؤلفات والكتب، منها:
العولمة.
عصرنا.
القراءة المثمرة.
العيش في الزمان الصعب.
مدخل إلى التنمية المتكاملة.