الأمراض وسلوك البشر
الأمراض وسلوك البشر
السلوك هو كل ما يعبِّر عن الإنسان، والمرض في غالب الأحيان هو السلوك، ومثال على ذلك شخص مريض بالهلوسة فسلوكياته تتمثل في أنه يكلم نفسه، ويعاني اضطرابات النوم، وكل هذه الأعراض تُصنَّف سلوكيات مُعبِّرة عن المرض، لذا كان سلوك المريض عاملًا مؤثرًا كبيرًا في اكتشاف المرض وإدراك درجة هذا المرض، وهذا يكون حسب وعي المريض بالأعراض والإنقاذ المبكر لنفسه لكي يتم علاجه من أي مرضٍ كان بسرعة كبيرة، وإهمال المريض لتلك السلوكيات يُعبِّر عن مدى إدراكه، وهناك عادات وسلوكيات صحية خاطئة تسبِّب أمراضًا كبيرة للإنسان مثل التدخين، وقلة النوم، وعدم ممارسة الرياضة، والإكثار من الغذاء غير الصحي، وتناول الكحوليات، وكل هذه سلوكيات خاطئة ينتج عنها بنسبة ما وفيات كبيرة، وعلى الرغم من انتشار المعرفة بهذه السلوكيات فإنه قد لا يتغير الكثير من الناس، وكما قال الكاتب “إن السلوك الصحي السليم في كل الحالات المرضية هو أولًا وقاية من الأمراض، وهو عامل تخفيف من حدَّة ومدَّة ومضاعفات المرض”.
نوعية السلوك البشري هي انعكاس لكل مرض يصيب الإنسان، فمثلًا هناك ما يُمثل حوالي 95% من البشر يصابون بالحُمى الرثوية التي تحدث بسبب التهابات الجهاز التنفسي، ويمكن علاجها باستخدام مضادات حيوية مناسبة، ومن الممكن الوقاية منها بسهولة عن طريق الحقن بإبرة بنسلين عند الإصابة بالتهاب حاد في الحلق بسبب جراثيم هذا المرض، لكن هذا لا يحدث على الرغم من أنه مُسبِّب لما يقرب من 30% من أمراض القلب ومنها مرض القلب الرثوي، ويُسبِّب وفياتٍ كثيرة بأمراض القلب الوعائية لمن هم في المرحلة العُمرية من 40 إلى 50 عامًا تقريبًا، وفي الغالب ينتشر هذا المرض في الدول النامية نتيجة للفقر والمساكن غير الصحية والازدحام، وكل ذلك يجعلنا نُدرك أن سلوك الإنسان هو موقف اتخذه الإنسان بناءً على معرفة ما فيتخذ اختيارًا ما تترتَّب عليه حياته، وكذلك سلوكه تجاه الوقاية والعلاج الصحي، فهو قائم على فكرة الوعي والسلوك الصحي.
الفكرة من كتاب الثقافة الصحية
أصبحت حياة الإنسان في تطور متزايد ومستمر، لا يكاد يلاحقها من فرط سرعتها، لكن لكلٍّ ميزة في هذا التطور تُزين حياة الإنسان، إلا أن جانبها المميز هذا يُظهر لنا جانبًا سيئًا آخر في خلال رحلة الكشف عنه، وجانب الصحة في حياة الإنسان تتوقَّف عليه حياة الإنسان واستمراره، فالصحة هي الطاقة المختزنة داخل الإنسان التي مكنته من إقامة الحضارات وصُنع التقدم الهائل التكنولوجي الحديث، لكن هذه الطاقة قد تتبدَّد، ولذا وجب رعايتها والحفاظ عليها، وهناك أمراض حديثة اكتُشِفَت، وقديمة اكتُشِف علاج لها أو تطوَّرت أعراضها، ولكي يقوم الفرد المجتمعي بالكشف أصلًا عن وجود مرض عنده فيجب عليه أن يكون لديه القليل من الثقافة حول الصحة، وأعراض تلك الأمراض، وذلك يرجع إلى أن الأمراض أصبحت أكثر تعقيدًا من ذي قبل والكشف عنها كذلك، وهذا ما يدعونا إليه الكاتب في كتابه حول الثقافة الصحية والتعرف على الأمراض وأنواعها، وسلوك البشر تجاهها.
مؤلف كتاب الثقافة الصحية
الدكتور محمد بشير شريم: طبيب وكاتب في مجال الصحة والطب، ما جعل له بصمة في المكتبة العربية الطبية.