الأمراض النفسية والجسدية التي تصيب الأطفال

الأمراض النفسية والجسدية التي تصيب الأطفال
قبل البدء في الأمراض النفسية التي تصيب الطفل نذكر أولًا أن شخصية الطفل ناتجة عن البيئة التي يعيش فيها، وتختلف استجابات كل طفل للمؤثرات لاختلاف الاستعدادات الفطرية والفسيولوجية لكل فرد، ولكن للأسف تكون هذه الأمراض النفسية متعددة وتهدِّد حياة الطفل وتتصل بأمراض عضوية، وتسمى بالأمراض النفسية الوظيفية أو الاضطرابات النفسية ذات المظهر العضوي ،لأنها بالأساس اضطرابات وظيفية وليست عضوية، فقد نجد أن الطفل الذي لا يحصل على الإشباع في الرضاعة والجوع ولم يحصل على العطف والحنان من أمه فتجده يعبر عن عدم الرضا وعدم الاستقرار النفسي بمعاناته من تقلصات في المعدة، حيث يعتبر الجهاز الهضمي هو أكثر الأجهزة حساسية للتغيرات النفسية، ولا يكون علاج الأمراض النفسية الوظيفية سهلًا، وذلك لكثرة أسبابه، وبعض هذه الأمراض قد تصل بالشخص إلى الإعاقة، ويكون التشخيص لها صعبًا جدًّا في حالة وجود مرض عضوي.

وتتعدد الأمراض النفسية ذات المظهر العضوي فتشمل الالتهاب في الغشاء المخاطي للمعدة وقرحة المعدة والاثنا عشر، وخمول الغدة الصفراوية، وتقرح القولون العصبي، أو اضطرابات الشهية التي تتمثَّل في التجويع الذاتي أو الامتناع عن تناول الغذاء، والتبول والتغوط اللا إرادي، واضطرابات الحالة الجنسية، والإسهال والغثيان، وعدم القدرة على البلع، وتقلصات عضلة القلب، والربو الشعبي النفسي.
بالإضافة إلى هذه الأمراض فإن الطفل قد يحدث له اضطراب في الشخصية أو عدم التوافق النفسي، وقد يحدث هذا لفترة مؤقتة لكنها ناتجة عن صدمة أو انهيار عصبي أو لتعرض الطفل لعدم الاستقرار السكني أو الأسري، وتغير زملائه فيعاني الغربة والتمزق، وقد يعاني أيضًا القلق الاكتئابي، وهذا يؤدي به إلى البكاء والحزن وانعدام الرغبة، أو يعاني الوسواس القهري، أو الهستيريا، والحركة المفرطة، وأكبر شيء قد يصل إليه الطفل هو التخلُّف العقلي والذي يظنه بعض الناس مرضًا عضويًّا ولكنه مجرد تأخر وعدم تزامن بين نمو الجسم ونمو العقل، وقد يحدث لأسباب وراثية أو نفسية، وعند رؤية أعراض غريبة على الطفل يجب الكشف حتى لا يكون مؤشرًا لمرض نفسي.
الفكرة من كتاب الأمراض النفسية والعقلية والاضطرابات السلوكية عند الأطفال
كل ما نعطيه للأطفال من تربية واهتمام أو إهمال وعنف هو بذرة نزرعها في تربة الزمن، وقد يأتي الحصادُ طيبًا مختلفًا ألوانه، وترى الثمرات التي زرعتها ناضجة، أو يأتي خبيثًا سامًّا، يؤذيك ويؤذي نفسه ويؤذي كل من يقترب منه.
والأسرة هي التربة الأولى لنمو الطفل ولتربية طفل سوي خالٍ من العقد والمشكلات النفسية، فيجب الاهتمام بفترة طفولته والمشكلات التي يتعرض لها، وفي هذا الكتاب يحاول المؤلفان عرض المشكلات النفسية والعقلية التي يتعرض لها الأطفال سواء كانت بسبب أحداث يمر بها الأطفال أو معاملة سيئة، أو بسبب اضطراب هرموني أو نفسي لأنه بمعرفة المشكلة نكون وصلنا إلى أولى طرق الحل من أجل تربية سوية وحياة صحية للأطفال.
مؤلف كتاب الأمراض النفسية والعقلية والاضطرابات السلوكية عند الأطفال
الدكتور عبد المجيد الخليدي هو الأمين العام المساعد السابق للأطباء النفسيين العرب سابقًا وعضو الرابطة الدولية لأمراض الصرع، وهو المؤسس الأول للطب النفسي في اليمن، توفي في مايو 2018 وما زال مركزه للطب النفسي مفتوحًا لمساعدة الناس.
الدكتور كمال حسن وهبي هو باحث وأستاذ جامعي في مجال الطب النفسي.