أمور منهجية في إثبات حجية السنة والرد على منكريها
أمور منهجية في إثبات حجية السنة والرد على منكريها
لا بدَّ أن يكون لدى المرء إذا أراد أن يثبت أمرًا ما بطريقة صحيحة قواعد وأصول كلية يرد إليها، ويبني عليها تصوُّراته الأساسية، وكذلك يرد إليها المشكلات والجزئيات.
ومن الأمور المنهجية في بيان دلائل حجية السنة ألا نستدلَّ على منكر السنة بالسنة نفسها إلا إن استدلَّ المنكِر ببعض الروايات فإنه يُردُّ عليه بروايات أخرى لبيان التناقض المنهجي، كذلك لا ينبغي أن يغيب عن ذهن محاور منكر السنة أن لديه إثباتًا من أقوى الإثباتات القطعية التي لا يمكن ردها وهو ما ثبت أن النبي ﷺ أقام أمورًا من شعائر الإسلام وتبعه على ذلك الصحابة دون أن يكون لتلك الأمور ذِكر في القرآن، وكذلك فإن المحتجين بالسنة المثبتين لها يستندون إلى قواعد وقوانين تشكل منظومة نقدية متكاملة للأحاديث، وهذا ما لا يتصوره المشكِّكون تصورًا صحيحًا؛ بل إنهم يتنقاضون، فنجدهم تارة يستدلون بالسنة لتأييد حججهم على إنكارها ويردون الصحيح ويقبلون الضعيف لتقوية مواقفهم.
إن كثيرًا من الأحاديث التي ينكرها المشكِّكون يكون لها نظائر في القرآن من جهة المعنى، والأصل أنهم يؤمنون بالقرآن كله لفظًا ومعنى؛ فينبغي أن يقبلوا هذا كما قبل هذا ما دام ثبت بطريقة علمية صحيحة.
إن ادعاء المنكرين أن السنة مليئة بالروايات المتناقضة والمتعارضة، وأن محاولات الجمع بينها هي محاولات فاشلة هو ادِّعاء مردود، لأن هؤلاء المنكرين إن كانوا من المؤمنين بالقرآن فإنهم يمارسون عملية الجمع هذه بين آيات القرآن التي ظاهرها التعارض؛ بل إنهم يحرفون دلالاتها ليردوا على الملاحدة فيجيزون لأنفسهم ما يحرمونه على غيرهم.
الفكرة من كتاب تثبيت حجية السنة ونقض أصول المنكرين
لقد ازدادت في الآونة الأخيرة ظواهر التشكيك في السنة والطعن فيها، واتخذ هذا الطعن وذلك التشكيك وسيلة إلى الإلحاد كنهاية المطاف لبعض هذه الاتجاهات باعتبار أن الكلام في السنة قد يشكِّل بعض الشبهات لدى بعض الناس، إذ إن الإلحاد الصريح ليس إلا تراكمًا لشبهات متعدِّدة من أبواب علمية مختلفة.
يناقش هذا الكتاب ركائز حجية السنة، وعناية الصحابة والعلماء بها، ويرد على الطاعنين والمشككين فيها بأسلوب علمي ومنهجي.
مؤلف كتاب تثبيت حجية السنة ونقض أصول المنكرين
أحمد يوسف السيد: باحث ومحاضر سعودي، تخرَّج في الجامعة الإسلامية بالمدينة، قسم الشريعة، وهو من مواليد المدينة، 1985م.
من مؤلفاته:
سابغات.
كامل الصورة.
أفي السنة شك؟
إلى الجيل الصاعد.