أعظم مفتاحين لمعرفة الله
أعظم مفتاحين لمعرفة الله
إن كانت المعرفة هي طريق المحبة الصادقة لله (عز وجل) فإن هذه المعرفة تحتاج دومًا إلى تذكير يتجاوب معه الفكر والعاطفة، ومن هنا كانت الأعمال الصالحة بمثابة الماء الذي يسقي بذور المعرفة بالله، لكن أجلَّ وسائل التذكير بمعارف المحبة تتركَّز في أمرين: كتاب الله المقروء، وكتاب الله المنظور، فكتاب الله المقروء هو القرآن الكريم، وكتاب الله المنظور الكون ومخلوقات الله.
إن كتاب الله المقروء هو أفضل وسيلة للتعريف بالله (عز وجل) والتذكير الدائم بمظاهر حبه لنا، وأفضل وسيلة كذلك لتحويل هذه المعرفة إلى إيمان يستحوذ على مشاعر الحب ويوجِّهها إلى المولى سبحانه، فالقرآن يحوِّل الحقائق والقناعات الفكرية إلى إيمان راسخ في القلب، وما يساعد على الانتفاع بالقرآن هو التزام بما أمر الله به من تدبر وتفهم لما يُقرأ من آيات، وكذلك الترتيل، فالفَهم والتدبُّر يخاطبان العقل فيقنع، والترتيل يهز المشاعر فتستثار، فيمتزج بذلك الفكر مع العاطفة ليثمر يقينًا في العقل، وإيمانًا في القلب، وهذا لا يتوافر في أي كتاب آخر على وجه الأرض، يقول تعالى: ﴿أَوَ لَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ﴾.
أما التفكُّر في كتاب الله المنظور فإن الله (عز وجل) يُصرِّف الآيات الكونية ويكرِّرها بأشكال مختلفة، كما يكرِّر الآيات بأساليب مختلفة في القرآن ليتم من خلالها التذكرة والتبصرة، ومن ثم يزداد الإيمان رسوخًا في القلب، يقول تعالى: ﴿انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآَيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ﴾.
لذلك كان التفكر من أفضل العبادات، سواء كان هذا التفكر في آيات القرآن أو آيات الكون، وكل طاعة نؤديها علينا أن نرى من خلالها حب الله لنا أن وفقنا وأعاننا على القيام بها.
الفكرة من كتاب كيف نحب الله ونشتاق إليه؟
إن الحب جزء أصيل من مشاعر الإنسان، وهو معاملة قلبية يشعر من خلالها المرء بميله وانجذابه إلى الآخر، ومع وجود قدر من حب الله في القلب إلا أن هناك شواغل تشوِّش عليه وتنازعه المكان مثل حب المال والزوجة والأولاد وغير ذلك، وليس المعنى هو تجريد مشاعر الحب من هذه الأمور، بل المطلوب أن يكون حب الله أكبر منها جميعًا، وإن من أعظم الوسائل لزيادة محبة الله في قلوبنا هو معرفته معرفة مؤثِّرة، لذا يسير بنا الكاتب في رحلة عن أهمية المحبة وثمارها ونقطة البداية لرحلة المحبة مع ذكر بعض الوسائل العملية التي من شأنها أن تسير بالإنسان قُدمًا في طريق حب الله (عز وجل).
مؤلف كتاب كيف نحب الله ونشتاق إليه؟
مجدي الهلالي: كاتب وطبيب وداعية مصري، قدَّم عشرات الكتب في الدعوة والتربية الإيمانية، التي تهدف إلى ارتقاء الفرد بنفسه والتخلُّص من مثبِّطات الهمم، له العديد من الخطب والتسجيلات والمقالات في مختلف الصحف والمواقع الإلكترونية، شارك في العديد من الندوات والمؤتمرات المحلية والدولية، عمل بالسعودية فأقام في المدينة المنورة إلى أن توفي بها سنة 2005م.
من مؤلفاته: “التوازن التربوي وأهميته لكل مسلم”، و”حطِّم صنمك”، و”الإيمان أولًا فكيف نبدأ به”، و”تحقيق الوصال بين القلب والقرآن”.