خمس وعشرون مسألة!
خمس وعشرون مسألة!
المُشكلة التي تواجهنا في العصر الحديث أن هناك عددًا من المسلمين الذين قد يبدو عليهم مظهر الالتزام إلا أنهم انحرفوا ووقعوا في مستنقع الشبهات والتشكُّك حتى وصل بعضهم إلى الإلحاد والكفر بالله، وقد تناول الكاتب خمسة وعشرين تساؤلًا يسأله الناس فيما يخص مشكلة الشر وأجاب كل تساؤل بشكل مفرد ومن تلك المسائل، ومن الأسباب عمومًا: ضعف البناء الديني الذي نربي عليه الأبناء، فقد يكون الشخص ملتزمًا إلا أن هناك خللًا في تأسيسه المعرفي الديني، فهو يعتقد أن حفظ حروف القرآن والأحاديث وبعض المتون يكفي لبناء الإيمان، فقد يجهل الكثير أن الدنيا هي دار ابتلاء وامتحان، فهو يتصوَّر الدنيا بمثالية زائدة، فيستعظم ابتلاء الصالحين، ويستشكل في مرض أو موت الأطفال الأبرياء، لو قرأ القرآن الكريم بتدبُّر لما تعجَّب، فهؤلاء هم أصحاب الأخدود ﴿قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (4) النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ (5) إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ (6) وَهُمْ عَلَىٰ مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (7) وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ﴾، ومواقف المسلمين حين لاقوا من التعذيب أيام مكَّة، وقبل أن يظن البعض ظن السوء في أن يصيبه الله تعالى بابتلاء لا يناسب قوة إيمانه فإن الله تعالى يقول ﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا﴾، فالكثير قد لاقى من الشدائد لكن نراه عند موته يرفع سبابته بالشهادة.
كما أن خبر انحراف شخص كان يراه عامة المسلمين ملتزمًا قد يُحدث أثرًا سيئًا وقد يُفتنون، وهذا بسبب رفع تصوُّرهم بشيء من المثالية حوله، فهو إنسان فيه من النقائص والعيوب ما في غيره ولا أحد معصوم من الفتنة إلا من ثبَّته الله، فيجب الحذر من الغلو في الشيوخ والعلماء بطريقة ترفعهم عن بشريتهم.
ومن الأسباب التي تؤدي إلى الانحراف أيضًا أن البعض يفرض رؤيته الخاصَّة على أفعال الله وأحكامه (سبحانه وتعالى)، فيظن أن الله تعالى يجب أن يتدخَّل في كل مأساة بداعي الرقَّة والشفقة، كما أنه يُركِّز على نصف المشهد “الابتلاءات في الدنيا” وتجاهل الآخرة.
وتتمثَّل الوقاية من هذه الأفكار في تدبُّر القرآن وفهمه والعيش مع آياته ومعانيه، والنظر الطويل في السيرة النبويَّة وأحاديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، ومعايشة قصص الأنبياء.
الفكرة من كتاب أسس غائبة: 25 مسألة في مشكلة الشر
إن من أكثر الأسباب التي أدَّت إلى الكثير من الإلحاد هو سؤال الشر، لماذا توجد المعاناة والألم في العالم؟ فالملحد ينفي وجود الإله لمجرد وجود الشر وكأنه رد فعل غضبي وانتقامي موجَّه إلى الله (سبحانه وتعالى)، أو إلى الدين أو إلى المتدينين، وسبب رد الفعل هذا هو غياب أسس وحقائق عن الذهن، فتجده لا يدرك حقيقة الحياة الدنيا وأنها دار ابتلاء وامتحان وليست جنَّة أو نعيمًا.
لهذا قدَّم لنا الكاتب الأسس الغائبة عن عقول الناس والتي قد تؤدي بهم إلى الإلحاد بسبب غيابها، كما يقدِّم الإجابة عن بعض الأسئلة التي تخص “مشكلة الشر” كما تُعرف بين الملحدين.
مؤلف كتاب أسس غائبة: 25 مسألة في مشكلة الشر
أحمد حسن، مصري الجنسية، وهو مهندس معماري، مختص ومحاضر في مواضيع اللا دينية والإلحاد، ومدير البحث العلمي بمركز دلائل، ومن مؤلفاته: “الميديا والإلحاد”، و”أقوى براهين الدكتور جون لينكس في تفنيد مغالطات منكري الدين”، و”السينما واللاوعي”.