الكولونيالية وأثرها في حياة الكُتَّاب الأفارقة
الكولونيالية وأثرها في حياة الكُتَّاب الأفارقة
مُصطلح “الاستعمارية” أو “الكولونيالية” يُطلق على السيطرة والتأثير الذي تفرضه الدولة المستعمرة على الكيان التابع لها، والنظام أو السياسة التي تنتهجها للحفاظ على السيطرة، ويأتي أيضًا مرادفًا للإمبريالية.
يتحرَّى واثيونغو نتائج القمع المنهجي للغات شعبه وأدبهم، فهو يتوجَّه إلى تفحُّص علاقة اللغة بالتجربة الإنسانية، بالثقافة الإنسانية، وبإدراك الإنسان الواقع، إذ إنَّ الهدف الحقيقي للكولونيالية هو السيطرة على ثروة الشعب، أي السيطرة على ما ينتجونه، وكيفية إنتاجه وتوزيعه، وبتعبير آخر: السيطرة على العالم الكامل للغة الحياة الحقيقية.
يُعزى إلى الكولونيالية ما حدث من البلاد الاستعمارية في بلد نغوجي، وغيره من البلاد الأفريقية، ويحدث هذا من الشعوب الاستعمارية باستيلائهم على منتجات البلاد التي تمَّ استعمارها، والسيطرة على كنوزهم وأيضًا لغتهم، بل إنَّ السيطرة على ثقافة شعب بأكمله من الغايات الكبرى للاستعمار.
كان هناك أثر لتلك السيطرة الكولونيالية على الطفل الأفريقي، إذ تحطَّم لديه الانسجام الموجود بين الجوانب الثلاثة للغة، تلك الآثار كانت مدمرة على الطفل الأفريقي الذي صار مجبرًا على أن يتشرَّب ثقافة الغربي وحديثه عنه المليء بالمهانة، مثل ما هو موجود في كتب عباقرة العنصرية أمثال رايدر هاجارد، ومثل حديث بعض عمالقة المؤسسة الثقافية والسياسية الغربية أمثال هيوم الذي قال: “الزنجي أدنى بطبيعته من البيض”، وغير ذلك.
يتخذ التغريب الكولونيالي شكلين مترابطين: إبعاد فاعل (أو منفعل) للمرء نفسه عن الواقع حوله؛ وتطابق فاعل (أو منفعل) مع ما هو خارجي تمامًا عن بيئة المرء، ويبدأ الأمر بقطع صلة متعمد، للغة صياغة المفاهيم، للتفكير، للتعليم الرسمي، للتطور الذهني، عن لغة التفاعل اليومي في البيت والجماعة، ومثلما ينفصل العقل عن الجسم، يحتل كلٌّ منهما مجالًا لغويًّا لا علاقة له بالثاني، في الجسم الواحد، وعلى نطاق اجتماعي أوسع تكون المسألة مثل إنتاج مجتمع رؤوس بلا أجساد، وأجساد بلا رؤوس.
الفكرة من كتاب تصفية استعمار العقل
إنَّ قضية اللغة من أهم القضايا المحورية التي تمسُّ الشعوب وسياساتها وثقافاتها وآدابها، وعن قضية اللغة في الأدب الأفريقي يتحدَّث الكاتب الكيني نغوجي واثيونغو، فمن المثير أن تقرأ كتابًا عن التجربة الأفريقية في الكتابة الإبداعية، وهنا نرى أهمية الترجمة في نقل مختلف العلوم والآداب إلى اللغة العربية.
مؤلف كتاب تصفية استعمار العقل
نغوجي واثيونغو Ngũgĩ wa Thiong’o: روائي ومسرحي وكاتب قصص قصيرة من كينيا، ولد في 5 يناير عام 1938م، كان يومًا رئيس قسم الأدب بجامعة نيروبي، وقضى فترة اعتقال دون محاكمة في سجن مشدَّد الحراسة في كينيا.
من أعماله: “لا تبكِ أيها الطفل”، و”حبة حنطة”، و”بتلات الدم”، و”شيطان على الصليب”، حصل على جائزة لوتس للأدب، وجائزة بارك كيونغ ني، ورُشِّح أكثر من مرة لجائزة نوبل في الآداب.