العالم الموازي

إننا نعيش في حقبة مثيرة للاهتمام من التطور البشري نتيجة انتشار تكنولوجيا المعلومات والاتصالات؛ إنه عصر غير مسبوق في تطور البشرية، فلقد تضاءلت حواجز الاختلاف بين البشر، وبفعل هذا التعزيز المدهش للعقل البشري وقدرته على ربط المعلومات وبناء شبكات من التواصل أصبحنا بالكاد اليوم يمكننا التمييز بين تلك التقنيات الذكية وبين والسحر!

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

فالقصص التي تناولت كيفية مسار التطور الذي سلكته التكنولوجيا لتصبح بالشكل الذي تبدو عليه اليوم هي حقًّا مدهشة فهي نبوءة تتحقَّق من تلقاء نفسها، ونتيجة لهذا الغزو الرقمي أضحت التطبيقات الافتراضية اليوم تؤدي دورًا مركزيًّا في حياتنا اليومية فصار الأمر أشبه بالرسوخ الاجتماعي للرقمنة، وأصبحت الآمال معقودة على التطوُّرات المصاحبة لعمليات معالجة المعلومات والذكاء الاصطناعي لزيادة رفاهية البشر، وبالنسبة إلى الباحثين صار الأمر حقلًا ثريًّا لدارسة هذا التغير الثوري في السلوك البشري وما يتبعه من تغيرات اجتماعية وثقافية، بل وحتى سياسية واقتصادية أيضًا.

فالكون الرقمي اليوم -أو السيبراني كما يحلو للبعض أن يطلق عليه- هو عالم يزداد تعقيدًا مع الوقت، ربما لم نعد اليوم بشرًا بالمعنى الحرفي، بل الأقرب أننا صرنا هجينًا، فبسبب تزايد امتلاكنا للمهارات الرقمية يومًا بعد يوم صرنا في المنتصف تقريبًا بين الآلات والبشر! ربما يصدق علينا اليوم وصف المواطنين الرقميين نتيجة لهذا العالم الحافل بالأجهزة الذكية التي تحيط بنا وتتشارك معنا أخصَّ أسرارنا فهو عالم بلا أسرار أو خصوصيات، فالجهاز الذكي الذي تقرأ منه هذه السطور الآن يعرف عنك أكثر مما تعرفه عن نفسك، فضلًا عن العديد من التطبيقات اليومية التي صار استخدامها اليوم ضرورة لا غنى لنا عنها، ولذا فإن الخوف اليوم أن تصبح التكنولوجيا هي المحدد الأبرز لقيم المجتمع وتوجُّهاته الأساسية، أي بصورة أبسط أن ينقلب الأمر ونصبح نحن البشر ضيوفًا على هذا الوافد الجديد المسمى بالتكنولوجيا وأحد منتجاتها مستقبلًا!

تغلغلت الأجهزة الذكية في كل مكان حولنا، وبلغت اليوم من الاعتيادية أننا لم نعد نفترض أن الشخص المنفرد الذي يُجري حديثًا بصوت عالٍ مع شخص غير مرئي بأنه مجنون، كلُّ ما في الأمر أنه يستخدم هاتفه المحمول المزود بسماعة لاسلكية، فالتكنولوجيا اليوم أضحت ظاهرة شاملة في الحضارة، والقوة المحدَّدة لنظام اجتماعي جديد أصبحت فيه تلك الآلات الذكية ضرورة على جميع مناحي النشاط البشري.

وجرت العادة أن أي ابتكار جديد يولِّد آثارًا مؤذية لا سبيل لفصلها عن الآثار المحببة وربما يطرح من المشكلات أكثر مما يحل، ومن هنا كانت أهمية هذا الكتاب الذي يطوف بنا في رحاب هذا الكون الموازي لعالمنا المادي حيث يعطي لمسات جديدة، كما يقدم رؤى نقدية وطرحًا جديدًا للمستقبل الرقمي للعالم.

بيتر بي سيل Peter B.Seel: أستاذٌ في قسم الصحافة والاتصال التقني بجامعة ولاية كولورادو، حيث يُدرِّس التكنولوجيات الجديدة في الاتصال وإنتاج الفيديو والتصوير الرقمي والأفلام الوثائقية، له العديد من المقالات عن تكنولوجيات الإعلام الجديدة، وهو مؤلف “الكون الرقمي” والعديد من المقالات عن التلفزيون الرقمي وتقنيات الوسائط الجديدة.