الصحة النفسية والعوامل التي تؤثر فيها
الصحة النفسية والعوامل التي تؤثر فيها
يدرس علم النفس السلوك الإنساني وفقًا للبيئة التي يعيش فيها والدوافع التي تحركه للأفعال، ويساعد الإنسان على التنبؤ بما سيحدث له في المستقبل استنادًا إلى طبيعة ما يحدث له حاليًّا للمحافظة على صحته النفسية، وتعرِّف الصحة النفسية بأنها القدرة على التغلُّب على المشكلات والأزمات حتى الوصول إلى مرحلة التكيُّف والتوافق، وهي التي تجعل الفرد قادرًا على معاملة الناس معاملة واقعية لا تتأثَّر بما تصوِّره له أفكاره وأوهامه مع القدرة على أداء واجباته بكفاية وكفاءة وشعور جزئي بالرضا أو السعادة.
والصحة النفسية من الممكن أن تتأثر بعدة عوامل منها: الإحباطات وعدم تقدير مشكلات الطفل أو الاستماع له، والحرمان بجميع أشكاله سواء العاطفي المتمثل في التشجيع والثناء والتواصل الجسدي أو المادي المتمثل في الملبس والمأكل، أو عدم الإنصاف وسوء المعاملة، وتجاهل رغباته وغرائزه ومقابلتها بالقسوة والضغط، اللذين ينتجان الاضطرابات في السلوك ثم الأمراض النفسية.
وهناك عوامل عديدة تؤثر في نمو الطفل وصحته النفسية والعقلية، وأولها الوراثة، إذ تنتقل المجددات الشخصية إلى الفرد من والديه وأجداده، وهي تؤدي دورًا مهمًّا في تكوين الجهاز العصبي الذي يساعد على أداء الوظائف العقلية والعضوية، ويرى بعض العلماء أن الشخصية تعتمد على عوامل اجتماعية، لكنْ للعوامل الفسيولوجية تأثير كبير في تكوين الشخصية، فالتركيب الجسمي يؤثر في نمو الشخصية، عندما يكون هناك توازن في إفراز الغدد للهرمونات يكون الشخص متوازنًا، أما عند حدوث اضطراب في الغدد فيحدث اضطراب نفسي وخلل في السلوك، فهناك هرمونات تزيد من الحدة والعصبية، وهرمونات أخرى تؤدي إلى الخمول، وهكذا.
وهناك أيضًا عوامل بيئية محيطة بالطفل وتؤثر في نموه، مثل أسرته التي تمثل بيئته الأولى، حيث يتأثر الطفل تبعًا لنظام التعليم في الأسرة ومدى الترابط بينهم، ثم عادات وتقاليد المجتمع الذي يعيش فيه، وطباع الجماعات التي تحيط به وطقوسها الاجتماعية والثقافية، التي تساعد أحيانًا على الخشونة أو اللين.
الفكرة من كتاب الأمراض النفسية والعقلية والاضطرابات السلوكية عند الأطفال
كل ما نعطيه للأطفال من تربية واهتمام أو إهمال وعنف هو بذرة نزرعها في تربة الزمن، وقد يأتي الحصادُ طيبًا مختلفًا ألوانه، وترى الثمرات التي زرعتها ناضجة، أو يأتي خبيثًا سامًّا، يؤذيك ويؤذي نفسه ويؤذي كل من يقترب منه.
والأسرة هي التربة الأولى لنمو الطفل ولتربية طفل سوي خالٍ من العقد والمشكلات النفسية، فيجب الاهتمام بفترة طفولته والمشكلات التي يتعرض لها، وفي هذا الكتاب يحاول المؤلفان عرض المشكلات النفسية والعقلية التي يتعرض لها الأطفال سواء كانت بسبب أحداث يمر بها الأطفال أو معاملة سيئة، أو بسبب اضطراب هرموني أو نفسي لأنه بمعرفة المشكلة نكون وصلنا إلى أولى طرق الحل من أجل تربية سوية وحياة صحية للأطفال.
مؤلف كتاب الأمراض النفسية والعقلية والاضطرابات السلوكية عند الأطفال
الدكتور عبد المجيد الخليدي هو الأمين العام المساعد السابق للأطباء النفسيين العرب سابقًا وعضو الرابطة الدولية لأمراض الصرع، وهو المؤسس الأول للطب النفسي في اليمن، توفي في مايو 2018 وما زال مركزه للطب النفسي مفتوحًا لمساعدة الناس.
الدكتور كمال حسن وهبي هو باحث وأستاذ جامعي في مجال الطب النفسي.