وسائل تخفيف حدة الضغوط النفسية
وسائل تخفيف حدة الضغوط النفسية
إن التوكل قيمة مهمة في الإسلام لها كبير الأثر في مواجهة الضغوط النفسية، يقول تعالى: (وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)، وللتوكل قوة دافعة وأخرى رافعة، الأولى تدفع الإنسان لاستفراغ وسعه لكيلا يكون تواكلًا، أما الثانية فهي ترفع عن الإنسان آلام الشعور بالذنب الناتج عن الإحباط إذا استفرغ وسعه وتوكل ولم يتحقَّق مراده، فالمسلم يعلم أن في هذا الوجود أحداثًا من قدر الله ليس له سيطرة عليها.
كذلك فإن الصبر والصلاة من أهم وسائل تخفيف حدة الضغوط النفسية، وإن على المعالج النفسي المسلم أن يضع برنامجًا للتدريب عليها لمن يراجعونه، مع توضيح الجانب المعرفي لكل منها وأثره في تخفيف الضغوط، فقد فرضت صلاة الخوف في ميادين القتال، والقرآن يضع أسلوب تعزيز المنظومة المعرفية أيضًا كأسلوب مهم وبارز في معالجة الضغوط النفسية، فيحث المسلم على البحث عن سبب هزيمته.
وأشار القرآن إلى مكمن الداء في الجماعة المسلمة في غير موضع حتى لا يحمِل المسلم في منظومته المعرفية أنه غير مسؤول عما يصيبه، ولا بدَّ من وضع برامج لعلاج الضغوط النفسية في المجتمعات الإسلامية على أساس المبادئ الإسلامية التي تميز هذه المجتمعات عن غيرها وكانت هذه محاولته النظرية التي يدعو إلى اختبارها وتطبيقها.
الفكرة من كتاب الدين والصحة النفسية
أعمال العنف في العالم الآن في تزايد، بعضها من جماعات تعتنق دينًا أو عقيدة معينة وتقتل المدنيين العزَّل بدعوى تلبية نداء هذا الدين، كالذين قَتَلوا مدنيين في قطار طوكيو معتقدين أنهم يخلصونهم من عذاب الدنيا، أو كما قُتِل المدنيون العزل من المسلمين.
هذه الوقائع تؤكد ما للدين من تأثير قوي في سلوك أتباعه، المستقيم منهم والشاذ، وهذا التأثير قد يصل إلى حد إزهاق أرواحهم أو أرواح غيرهم، وهو ما جعل الكاتب يدرس هذه العلاقة بين الدين والصحة النفسية التي تلقي بأضواء كاشفة على فهمنا لتأثير الدين في سلوك أتباعه.
مؤلف كتاب الدين والصحة النفسية
آزاد علي إسماعيل: متخصص في علم النفس، وله دراسة منشورة عن جامعة الخليل بعنوان “الرضا الوظيفي والاحتراق النفسي لدى المدرسين في كردستان العراق”، وكتابه هذا “الدين والصحة النفسية” الصادر عن المعهد العالمي للفكر الإسلامي.