يستخدم المحتالون بعض الحيل الكلاسيكية لجذب الناس إلى مخططاتهم
يستخدم المحتالون بعض الحيل الكلاسيكية لجذب الناس إلى مخططاتهم.
ربما تكون قد رأيت شبابًا على الرصيف يطلبون منك دعمَ قضيةٍ ما، مثلِ السلام الأخضر أو منظمة العفو الدُولية. ينظر الكثير من الأشخاص في الاتجاه الآخر، ويمرون على عجلٍ، لعلمهم أنه سيكون من الصعب عدمُ التبرع إذا ما توقفوا. يدرك المحتالون هذه الحيلة. إنهم يعلمون أنه بمجرد موافقة شخص ما على خدمة صغيرة، فمن المرجح أنه سيوافق على طلب أكبر لاحقًا. ويمكننا أن نرى ذلك في دراسة أجرتها جامعة ستانفورد عام 1966. حيث وجد الباحثون أن الأمهات في المنزل كُن أكثر عُرضةٍ بنسبة 30 في المائة للموافقة على قضاء ساعتين، في الإجابة على الأسئلة في منزلهن، إذا وافقن في السابق على الإجابة على بعض الأسئلة عبر الهاتف. هذا ما يسمى بتقنية القدم في الباب – وبالنسبة للمحتالين، فهي استراتيجية أساسية.
على سبيل المثال في حوالي عام 1900، كان هناك إعلان في جريدة شهيرة، كتبه شخص يطلق عليه “بيل موريسون” ويدّعِي أنه أميرٌ نيجيري، يبحث عن أصدقاء قلم. اتضح أنه عندما اتخذ الأشخاصُ الخطوة الأولى للرد على الإعلان، فإنهم غالبًا ما يقبلون طلب موريسون لإرسال 400 دولار، مقابل بعض الأحجار الكريمة الثمينة، وبطبيعة الحال لم تصلِ المجوهرات أبدًا، واكتشفت الشرطة في النهاية أن “الأمير”، كان في الواقع صبيًا أمريكيًا يبلغ من العمر 14 عامًا. لكن الإعلان يوضح أنه بمجرد حصول المحتالين على استجابة أولية، يمكنهم غالبًا الاستفادةَ منها بطرق أكثر جوهرية.
ومن الأساليب الأخرى الفعالة. ابدأ بطلب كبير بشكل غير معقول ومن ثم خفِّض طلبك. هذا ما حدث بالفعل في التسعينيات عندما استضافت سيدة إنجلترا، وورسيستر، مزادًا خيريًا لتربية الخنازير، واتصل بها محتالٌ كبير كان يَدّعي أنه من النبلاء، ودعاها لتكون ضيفًا في منزله في موناكو. رفضت السيدةُ الدعوة ولكن خلال المزاد، قبلت منه شيكًا بقيمة 4000 دولار لشراء تمثال خنزير برونزي. فيما بعد، أوضحت السيدة أنها كانت ستشعر بالذنب لرفضها العرضَ مرة ثانية، وبهذا السعر الكبير. ولم يخطر ببالها على الإطلاق أن الشيك كان من دون رصيد.
الفكرة من كتاب لعبة الثقة
من المحتملِ لأي شخصٍ أن يصبح ضحيةً للعبة الثقة، فكثيرٌ من الناسِ قد خُدعوا على الأرجح لمراتٍ عدةٍ في حياتهم، دون أن يلاحظوا ذلك على الإطلاق. إنَّ المحتالين بارعون في رؤيةِ الناسِ، ويجتهدون دومًا لاستكشافِ نقاط ضَعفِهِم، واستغلالها بلا هَوادة. ولسوء الحظ، فكلُ شخصٍ لديه الكثيرُ من نقاطِ الضَعف.
ولكن لحسن حظك، سوف نكشف هذه الطرق، ونعرف كيف يكتسبُ المحتالون ثقتك خطوةَ بخطوةِ؟..
هذه المعلومات ستكون في متناول يدك، بغض النظر عما إذا كنت تريد حماية نفسك من المحتالين المحترفين، أو ربما تفكر في الانضمام إلى صفوفهم.
مؤلف كتاب لعبة الثقة
ماريا كونيكوفا Maria Konnikova: كاتبة وعالمة نفسانية أمريكية روسية. لديها درجة البكالوريوس في علم النفس والكتابة الإبداعية من جامعة هارفارد وحصلت على درجة الدكتوراه في علم النفس من جامعة كولومبيا. عملت منتجة تلفزيونية وكتبت للعديد من المجلات والمنشورات على الإنترنت، وكتبت كتابين في نيويورك تايمز الأكثر مبيعًا، وهما:
لعبة الثقة.
كتاب العقل المدبر: كيف تفكر مثل شارلوك هولمز.