جوهر القيادة
جوهر القيادة
تعدَّدت الصفات التي يجب توافرها في القائد الإسلامي وقد بدأت هذه الصفات بالكمال ونظرية السوبر مان، أي الرجل الخارق الذي لا يوجد به أي عيب في القوة والذكاء والفطنة والسرعة والرقابة الذاتية والتحدي، ولكن بعد ذلك بدأت المواصفات تقل قليلًا لتصبح مناسبة للواقع نوعًا ما ولكنها صفات لا يمكن الاستغناء عنها، ولعلَّ أولى هذه الصفات هي الرؤية المرشدة مثلما كانت عند الرسول (صلى الله عليه وسلم) نظرة حكيمة إلى المستقبل، والصفة الثانية هي التوازن، إذ إنه بداخل كل إنسان مشاعر داخلية تجعله في حرب دائمة مع ذاته.
ومن صفات القائد الجيد القدرة على الموازنة بين ما يحتاج إليه العقل والجسد والعاطفة والروح ومحاولة إرضائها جميعًا، ثم يجب الاهتمام بالقراءة لتنمية الفكر والتعلم من أخطاء الآخرين لإعداد قائد فطن ثم ترتيب الأولويات لعدم تضييع الوقت، ويجب أن تكون عند كل قائد مهارة التعامل الإنساني الجيد من حيث سهولة الفَهم والتواصل عن طريق الاستماع إلى الناس والإحساس، ومحاولة فهم النفسية الإنسانية رغم صعوبتها، والتأثير في الآخرين إيجابيًّا وتحريكهم عاطفيًّا، وتحفيزهم ودعمهم، وكسب العلاقات لما لها من منافع نفسية ولتيسير الأعمال وضمان ولاء الأتباع.
ورابع صفة وهي التحكم وقد يظنها البعض ديكتاتورية لكنها بعيدة عنها تمامًا، فالمتحكم هو شخص يفكر بهدوء تفكيرًا منطقيًّا ويبحث عن الحقيقة ويتمسَّك بها، ويلزمه في ذلك الحضور والمعرفة ومتابعة التفاصيل حتى يكون في وعي كامل بما يحدث حوله حتى يصل إلى المرحلة التي يسهل فيها الإدارة، وهي مرحلة شاملة وكبيرة يكون فيها التشجيع والتذكير بالهدف والقدرة على الثواب والعقاب والإشارة على نقاط الضعف والقوة في متبعيه، ومن المهم أن يقدر على التدرُّج في الإصلاح حتى لا ينفر منه الناس، وأن يكون حازمًا شديدًا إذا تطلَّب منه الأمر ذلك، وأن يمتلك أيضًا النفوذ الذي يساعده على إنجاز أعماله، وقد يساعده على هذا علمه الواسع وكثرة أقاربه أو وضعه المالي أو الاجتماعي، وأهم صفة في القائد أن يعرف أتباعه جيدًا ويضع الرجل المناسب في المكان المناسب ويضع الخطط لإدارة الأزمات الطارئة.
الفكرة من كتاب صناعة القائد
يستطيع أيُّ إنسان أن يُصبح قائدًا، وأن يكون سببًا في التغيير من الفشل إلى النجاح في حياته وفي حياة الآخرين أيضًا، وذلك عن طريق تعلُّم المهارات اللازمة لذلك، فالقادة يُصنعون ولا يولدون.
يعد هذا الكتاب برنامجًا تأهيليًّا وتدريبيًّا للقادة، فيطرح القضايا التربوية والإدارية الخاطئة التي نشأ عليها جيل أدت إلى تدهوره، مقدمًا حلولًا للخروج من هذا التأخر، وأهم الأساسيات الواضحة لصناعة القائد، وكيف ننمي المهارات الإدارية لدى الأشخاص، خصوصًا مع توافر البيئة التي ستؤهلهم للقيادة.
مؤلف كتاب صناعة القائد
طارق محمد السويدان: كاتب وداعية إسلامي، له برامج إذاعية كثيرة اشتهر بها، حيث تناول فيها التاريخ الإسلامي والفكر وتنمية القدرات والأداء، وحصل على البكالوريوس في هندسة البترول من جامعة بنسلفانيا في الولايات المتحدة، ثم درجتي الماجستير والدكتوراه في هندسة البترول جامعة تلسا في أوكلاهوما، له كثير من المؤلفات في مجال الإدارة مثل: صناعة النجاح، والقيادة في القرن الواحد والعشرين، كما اهتم بالكتب في الدعوة الإسلامية مثل: مختصر العقيدة الإسلامية، و أسرار الصوم، أسرار الحج والعمرة، وغيرها.
فيصل عمر باشراحيل: كاتب، حاصل على درجة الماجستير في إدارة الأعمال من الجامعة الأمريكية بلندن، شارك في عدد من الصحف والمجلات مثل: مجلة شباب ومجلة المجتمع بالكويت وصحيفة البلاد بالسعودية. شارك في مجال التأليف والكتابة مع الدكتور طارق السويدان في إعداد: صناعة النجاح وصناعة القائد وسلسلة صناعة الثقافة.