معاناة الإنسان وتشتُّته
معاناة الإنسان وتشتُّته
إن الجميع قادر على أن يكون رائدًا في مجاله إذا تحلَّينا بالمعاني النبيلة لأننا -أمة الإسلام- نستطيع أن نملك كل إجابات الأسئلة التي حيَّرت العالم إذا تعلَّمنا القيادة الصحيحة، وطبَّقناها مع تعاليم الدين القويم دون أن ننتظر قدوم البطل، فالعلم موجود حتى لو مات العلماء، فعند موت الشيخ محمد العثيمين طال بكاء الناس ولم يفكر أيٌّ منهم أن دوره قد حان، وهذا بسبب فقدان الإنسان روح العطاء وعدم المعرفة الكافية بما يحمل من مؤهلات، ويرجع هذا التخاذل وغياب القادة أيضًا إلى مشكلات في التربية وإهمال إداري للمبدعين، وغياب النماذج القيادية التي تشجِّع على تحويل الكلام إلى واقع عملي، وتقدم بعض الناس للقيادة وهم غير مؤهلين فقط لظنهم أنها شرف وعدم انتباههم أنهم سيسألون عليها يوم القيامة.
وهناك كثير من المشكلات التي تواجه الإنسان من تشتُّت ودوامة الهدف وضغوطات الواقع، فتأمين ضرورات الحياة أصبح أكثر ما يشغل الناس، كما نعاني في عصرنا الحالي الخواء الروحي وهو قلة إحساسنا بالواجب الذي خلقنا من أجله، ويظهر ذلك في تصرُّفاتنا اليومية التي تنم عن قلة المسؤولية والرغبة في البذخ، التي تشغلنا عن الهدف الأساسي من الحياة.
كما تظهر مشكلة البطالة التي تزيد يوميًّا، وهذا لا يشجِّع الناس على القيادة التي من المفترض أن تكون موجودة في كل شيء، فرب العمل قائد للموظفين والزوج قائد لأسرته، حيث يقول الرسول (صلى الله عليه وسلم): “كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته”، فالقيادة هي عملية تحريك الناس نحو الهدف، وهذا يستلزم وجود هدف قوي للسعي إليه، ووجود مجموعة من الناس مؤمنين بالهدف، ووجود قائد يرشد الناس بقواعد علمية، ورغم أن القيادة أكثر ظواهر الأرض وضوحًا فإنها أقلها إدراكًا، لكن لها أهمية كبيرة حتى تترتَّب الحياة ويُقام العدل كله.
الفكرة من كتاب صناعة القائد
يستطيع أيُّ إنسان أن يُصبح قائدًا، وأن يكون سببًا في التغيير من الفشل إلى النجاح في حياته وفي حياة الآخرين أيضًا، وذلك عن طريق تعلُّم المهارات اللازمة لذلك، فالقادة يُصنعون ولا يولدون.
يعد هذا الكتاب برنامجًا تأهيليًّا وتدريبيًّا للقادة، فيطرح القضايا التربوية والإدارية الخاطئة التي نشأ عليها جيل أدت إلى تدهوره، مقدمًا حلولًا للخروج من هذا التأخر، وأهم الأساسيات الواضحة لصناعة القائد، وكيف ننمي المهارات الإدارية لدى الأشخاص، خصوصًا مع توافر البيئة التي ستؤهلهم للقيادة.
مؤلف كتاب صناعة القائد
طارق محمد السويدان: كاتب وداعية إسلامي، له برامج إذاعية كثيرة اشتهر بها، حيث تناول فيها التاريخ الإسلامي والفكر وتنمية القدرات والأداء، وحصل على البكالوريوس في هندسة البترول من جامعة بنسلفانيا في الولايات المتحدة، ثم درجتي الماجستير والدكتوراه في هندسة البترول جامعة تلسا في أوكلاهوما، له كثير من المؤلفات في مجال الإدارة مثل: صناعة النجاح، والقيادة في القرن الواحد والعشرين، كما اهتم بالكتب في الدعوة الإسلامية مثل: مختصر العقيدة الإسلامية، و أسرار الصوم، أسرار الحج والعمرة، وغيرها.
فيصل عمر باشراحيل: كاتب، حاصل على درجة الماجستير في إدارة الأعمال من الجامعة الأمريكية بلندن، شارك في عدد من الصحف والمجلات مثل: مجلة شباب ومجلة المجتمع بالكويت وصحيفة البلاد بالسعودية. شارك في مجال التأليف والكتابة مع الدكتور طارق السويدان في إعداد: صناعة النجاح وصناعة القائد وسلسلة صناعة الثقافة.