تطوير المنتج والثقافة التنظيمية
تطوير المنتج والثقافة التنظيمية
تؤدي إدارة التطوير دورًا رئيسًا في خلق منتجات تتفق واحتياجات السوق ورغبة العملاء دون أن تزيد في المواصفات والأجزاء، ويساعد التنظيم على تسهيل أنشطة تدفق الأداء في خطوط الإنتاج المختلفة.
ويعدُّ تطوير المنتج من أجل تسهيل التصنيع والاستخدام عمليةً تكاملية بطبيعتها، لأنها تمر عبر مجموعة من الوظائف والمستويات التنظيمية المختلفة، ولا يمكن تصور نجاح عملية التطوير هذه في ظل مناخ تنظيمي لا يشجع عمليات التكامل والتعاون والاتصالات المفتوحة بين وظائف وأنشطة المنظمة، لأن الثقافة التنظيمية التكاملية بساطة ونجاح، والثقافة الانعزالية تعقيد وفشل، ويمكن تقسيم أنشطة عملية التطوير إلى نوعين: أنشطة ما قبل العملية الإنتاجية، وأنشطة الإنتاج وما بعده.
وتحتوي أنشطة ما قبل الإنتاج على عوامل عدة أولها: تحديد رغبات العميل، إذ يكون المخططون والعملاء وجهًا لوجه دون وساطة لبحث الاقتراحات والمعلومات، والعامل الثاني ربحية المنتج، إذ يتم دراسة وتحليل عناصر التكلفة وإنتاجيتها، واستخدام منهج البساطة في معالجة انحرافات التكاليف بعيدًا عن الفكر الإداري التقليدي.
ومن ضمن العوامل أيضًا بيان نوع التكنولوجيا المطلوبة أي تُجرى التجارب على المعدات المبتكرة، وتُختبر قبل النزول بها إلى أرض الواقع، ولا بدّّ من التحسين خطوة بخطوة، إذ إن للتحسين المستمر تأثيرًا واقعيًّا في اتجاهات العميل، وهناك استراتيجية المشاركة مع الموردين، وتتطلب هذه السياسة عدد موردين أقل وعلاقات أقوى مع كل مورد، من أجل استثمار عوامل القوة الداخلية وإدارة تلك العلاقات لصالح جميع الأطراف.
ويبيِّن منهج البساطة الآثار السلبية للفصل بين أنشطة التصميم والإنتاج والرقابة، وقد عالجت المنظمات تطوير الثقافة التكاملية تنظيميًّا عن طريق بعض النظم منها: منظمات تسير بحسب المنتج أو مجموعة المنتجات، ومنظمات تقوم على فرق وجماعات العمل، ومنظمات تقوم على التنظيم الشبكي (ويجمع هذا النوع بين النمطين السابقين).
وهناك بعض الأدوات المكملة لتطوير الثقافة التنظيمية التكاملية منها: الهندسة العكسية، والهدف منها التخلص من الأجزاء والنظم غير الضرورية، وتعظيم التكامل بواسطة فرق وجماعات عمل لها هدف محدد لتحسين الأداء، ومعايير التصميم التي تتم عن طريق البساطة ووضع حدود دنيا وعليا للتكلفة، ويهدف مرشد التكاليف إلى توعية الفنيين بأهداف التكاليف والعمل على تخفيضها، أما دليل إنتاج الأجزاء فهو من أجل تبسيط التصنيع الداخلي واختيار الموردين.
الفكرة من كتاب البساطة تكسب
لا شك أن البيئة الصناعية تعدُّ أحد أهم البيئات في العالم الحديث، ومعظم الدول الكبرى تعتمد على الصناعة بصفة أساسية، لذلك لا بدَّ من تطوير البيئة الصناعية إداريًّا وإمدادها بما تحتاج لزيادة الإنتاجية ونجاح المصانع الجديدة.
لذا أجرت مؤسسة ماكنزي الاستشارية العالمية دراسة على مجموعة من الشركات الألمانية المتوسطة الحجم، وذلك للوقوف على العوامل الرئيسة وراء نجاح أو عدم نجاح الشركات المختارة، وإنشاء قاعدة بيانات أساسية لتقييم أداء الشركات الصناعية، وتكوين مفهوم متكامل لاستراتيجية التصنيع يدعم الشركات الناجحة ويشجع الأقل نجاحًا.
مؤلف كتاب البساطة تكسب
جونتر رومل: مهندس دراسات عليا ومهندس صناعي لدى مؤسسة ماكنزي لأكثر من عشرين عامًا، كان عضوًا في مجلس الإدارة الدولي ورئيس مكتب ماكنزي في اليابان وكوريا في دوائر الأعمال، إذ صنع اسمًا لنفسه كخبير في المطالبة ببرامج التغيير.
من أشهر كتبه ومؤلفاته:
Quality Pays
Simplicity Wins