رؤية الموت فرق عن تذوقه
رؤية الموت فرق عن تذوقه
يروي لنا الكاتب قصة “الضبع” صاحب أكبر عصابة مخدرات في الشرق الأوسط، الذي دوَّخ أجهزة الأمن في العديد من الدول ولم يستطع أحد أن يضع يده عليه، وهو أب لأربعة أبناء يشهدون وصيته وهو على فراش الموت مشلولًا وأعمى، نادمًا على كل الجرائم التي ارتكبها بغير وجه حق.
وبين واجب الأبناء في تنفيذ وصية أبيهم واستغرابهم منها ينشأ الخلاف بينهم، وبعد أن مات الأب يبدأ كل واحد منهم بإصدار الأحكام على أبيه، وبالتشكيك في صحة توبته تلك، واتهامه بالهذيان قبل موته طمعًا في تلك الأموال التي ورَّثها لهم، والتي ستُصرف في الأعمال الخيرية كما أوصاهم قبل وفاته، بل وقد كان أوصى الأخ الأكبر بتنفيذ تلك الوصية مهما حدث، وبإطلاق النار على من يقف في طريق تنفيذها ولو كان أحد الإخوة.
يتشاجر الإخوة، وتُشهر المسدسات ليذهب ضحية الطمع ثلاثة منهم ومن بينهم الأخ الأكبر، وينجو أصغرهم وأكثرهم اعتراضًا على وصية والدهم وأشدهم طمعًا فيما ورَّثهم إياه، يفر بعدها بالثروة غير مبالٍ أو نادم شاقًا طريقه إلى الصحراء الليبية، حيث كانت ليبيا بعد فتح الحدود وإزالة الجمارك هي أكثر الأهداف أمنًا كما كان يعتقد، ولكن القدر قد هيأ له شيئًا آخر أن يموت وحيدًا في الصحراء متعبًا وهو ينظر لتلك الثروة تلتهمها دوامة من الرمال، وتلقي بها مبعثرة أمام عينه.
الفكرة من كتاب الذين ضحكوا حتى البكاء
يضم الكتاب مجموعة من القصص القصيرة، يهدف من خلالها الكاتب إلى مناقشة عدة قضايا واقعية مختلفة بطريقة غير مباشرة منسوجة من الخيال ومحكية بأبسط العبارات وأكثر الأساليب متعة وتشويقًا، لافتًا إلى مشاعر طيبة وقيم عظيمة كالأمانة، ومحذرًا من الطمع والخيانة وما يترتب عليها من عواقب.
مؤلف كتاب الذين ضحكوا حتى البكاء
مصطفى محمود: فيلسوف وطبيب وكاتب مصري.
ألَّف العديد من الكتب في المجالات المختلفة الدينية والاجتماعية والفلسفية والسياسية، إضافةً إلى الروايات والمسرحيات والقصص القصيرة ومنها:
رائحة الدم.
شلة الأنس.
أكل عيش.