الفرق بين التأثير والتلاعب
الفرق بين التأثير والتلاعب
إن دورنا -آباء ومديرين وشركاء حياة وأصدقاء- واحد، نريد جميعًا التأثير في سلوك الآخرين ومساعدتهم، ولكننا لا نعلم كيف نفعل ذلك مع أننا قد نعرف الحل وقد نقوله مباشرة للشخص الآخر، لكن المفاجأة أن هذا الكلام لن يؤثر في الشخص الذي نريد مساعدته، وهذا لأننا لا ندري كيف نعطي الدفعة اللازمة لمن يحتاجون إلى مساعدتنا ولا ندري كيف نُغيِّر قناعاتهم. كيف نؤثر فيهم إذًا؟ عندما تطبق التأثير وتُغير قناعة شخص ما، يعني ذلك أنك تأخذ فكرة ما وتزرعها في رأس شخص آخر وتجعله يشعر بأنها من بنات أفكاره، تبدو الفكرة مقلقة، أليس كذلك؟ لا تقلق؛ لا يتضمن ذلك أي خداع أو تلاعب، والحقيقة أنه يوجد فرق كبير بين التأثير والتلاعب، فالتأثير ليس كلمة سيئة، وهناك مواقف لا بد فيها من استخدام مهارات التأثير.
إذًا ما الفرق بين التأثير والتلاعب؟ من يُمارسون التلاعب ينخرطون في إقناع الآخرين بغض النظر عن مشاعرهم الشخصية تجاه الحل، أما من يُمارسون التأثير فينخرطون في الإقناع فقط إذا كانت مشاعرهم الشخصية تدعم هذا الحل، أي إن التلاعب تأثير غير أخلاقي بشيء ما أنت لست مقتنعًا به، لكن لتؤثر في شخص ما ستحتاج إلى أن تكون مؤمنًا بأنهم سيكونون في حال أفضل إذا اقتنعوا بكلامك. ولهذا تُعد هذه المهارات ضرورية للغاية لكل الناس، فقد يصبح الشخص الذي يمتلك هذه المهارات أهم شخص في حياتك ويمكن أن ينقذ حياتك، مثل الطبيب، فلا يكفي للطبيب أن يملك معرفة جيدة بالتخصص الطبي الذي يمثله، بل نحتاج إلى الشعور بالراحة معه، ونحتاج إلى معرفته بكيفية تغيير القناعات، حتى يقنعنا بالعلاج وبتغيير أسلوب حياتنا غير الصحي.
الفكرة من كتاب كيف تغير العقول: فن التأثير بدون تلاعب
إذا كان بإمكاني أن أريك طريقة ناجحة لزيادة قدرتك على تغيير قناعة شخص آخر، هل ستغتنم هذه الفرصة؟ إذا أجبت بـ”نعم”، فهذا الكتاب من أجلك ومُخصص لهذا السبب بالتحديد، لكن وجب التحذير أن هناك شرطًا هامًّا قبل تطبيق هذا الكلام وهو وجود مسؤولية أخلاقية، فكما قال “ستَانْ لِي | Stan Lee”: “مع القوة الكبيرة تأتي مسؤولية أكبر”.
يُقدم هذا الكتاب عملية مكررة ومتوقعة تتيح لك أفضل الفرص الممكنة لتغيير قناعة شخص آخر، وهذه العمليات مُجربة وأُثبتت صحتها بين رجال مبيعات محترفين، ومهندسين في وكالة ناسا وفنانين وآباء وغيرهم، ففن التأثير ليس له حدود.
مؤلف كتاب كيف تغير العقول: فن التأثير بدون تلاعب
روب جوليس: مُدرب أمريكي محترف في مجال البيع الذي يركز على العملاء، ودرّب الآلاف على التأثير، كما ألَّف عديدًا من الكتب عن التأثير في الآخرين، وهو رئيس مؤسسة “جوليس أسوسييتس” التي تعمل في مجال استشارات التدريب. ومن أعماله:
Why People Don’t Believe You: Building Credibility From The Inside Out
Customer Centered Selling: Sales Techniques for a New World Economy