تحكَّم في عقلك
تحكَّم في عقلك
إن أحد العوامل التي تسبِّب تلف العقل هو وقوعه تحت وطأة القلق والتوتر والأفكار السوداوية، ويحدث ذلك بسبب تفسير الأمور والأحداث بطريقة سلبية، فيصاب بحالة اكتئاب تؤدي إلى زيادة الأفكار السلبية، التي تزيد شدة حالة الاكتئاب وفي النهاية يختل العقل، لذلك يجب أن يتعلم كل شخص كيفية التحكم في عقله والسيطرة على الأفكار اللا عقلانية والسلبية، من خلال إدراك الأمور وتفسيرها بعقلانية وهدوء نفسي، دون قلق أو توتر أو حزن، فتبعث في النفس مشاعر إيجابية.
وتوجد ثلاث طرائق لفعل ذلك: الطريقة الأولى هي الانتباه للأفكار التي تراود العقل واكتشاف مسارها، فإذا قادتك إلى الإحساس بالحزن والضيق فهي فكرة سلبية، وإذا قادتك إلى الإحساس بالسعادة فهي فكرة إيجابية تستحق أن تركز عليها، فمثلًا عندما ينتقدك مديرك في العمل، قد تفسر الأمر على أنه كراهية من المدير وتغضب ثم تتخذ قرارًا بالاستقالة، لكن قد يكون التفسير الصحيح أنك تحتاج إلى الاجتهاد أكثر في عملك، لذا من الأفضل أن تتجاهل إحساس الضيق وتبدأ في تحسين نفسك.
أما الطريقة الثانية فهي مقاطعة الفكرة السلبية وإيقافها بمجرد أن تبدأ في التبلور داخل عقلك، وهذا يتطلب تدريبًا جيدًا على الانتباه للفكرة السلبية لحظة تكونها، ثم إيقافها بنطق العبارة التالية بصوتٍ عالٍ: “سأوقف هذه الفكرة حالًا”.
وتتمثل الطريقة الثالثة في إزاحة الأفكار السلبية، ومزاحمة العقل بالأفكار الجيدة السعيدة، كي تتغلب على الأفكار التعيسة وتطردها خارج العقل.
الفكرة من كتاب ظلام في رأسي: لماذا نكتئب وكيف نجد الأمل؟
الاكتئاب مرضٌ خبيث واضطراب نفسي قاتل، يتسلل إلى النفس البشرية عند تعرضها باستمرار لمشاعر الغضب والإحباط دون أن ينفِّس الإنسان عن تلك المشاعر بطريقةٍ صحية، وتكمن خطورته في إهمال أعراضه وعدم علاجه، فيتفشى في عقل الشخص ويدمره، فيعوقه عن أداء واجباته أو التواصل مع الآخرين، ويهدم لديه إحساس الفرحة والراحة، ومن ثم يفقد رغبته في الحياة.
لذا يسعى هذا الكتاب إلى تعريفنا بطبيعة مرض الاكتئاب وأعراضه وأسبابه ونتائجه حتى نتمكن من علاجه وهزيمته، كذلك يشتمل على عدة طرائق وأساليب تساعدنا على التحكم في الأفكار السلبية والتعامل مع حالات القلق والتوتر، وكيفية تجاوز الأزمات والأوقات الصعبة، لتحقيق السعادة وراحة البال.
مؤلف كتاب ظلام في رأسي: لماذا نكتئب وكيف نجد الأمل؟
د. رانيا سامي: طبيبة نفسية وكاتبة روائية، حازت الدكتوراه في الطب النفسي، وهي عضوة اتحاد الأطباء النفسيين، صدرت لها رواية بعنوان “ما زلت أحبها سادة”.