التجربة التي كان ينبغي لها أن تُغير العالم
التجربة التي كان ينبغي لها أن تُغير العالم
في عام 1949م أجرى العالم “هاري هارلو” أستاذ علم النفس بجامعة “ويسكونسين” هو واثنان من زملائه تجربة عن التعلّم لمدة أسبوعين، كانت التجربة مبنية على وضع أحجية تتمثل في ثلاث خطوات وهي: سحب دبوس من جسم معدني وفكك الخطّاف العالق به ثم رفع الغطاء، هذه الأحجية تعتبر سهلة بالنسبة إلي وإليك، ولهذا استعان العلماء بمجموعة من القردة تزن ثلاثة عشر رطلًا لجعل هذه الأحجية تُمثل تحديًا يحتاج إلى وقت لتعلمه، وكان من المُفترض أن تُقدم بعض الحوافز الخارجية لجعل القردة أكثر شغفًا لإنجاز هذه المهمة، ولكن ما حدث فاجَأ الجميع، فبمجرد أن أدخل العلماء القردة إلى قفص التجربة بدأت القردة في حل الأحجية، بل صارت متقنة لها بعد اليوم الثاني عشر من التجربة،
وهنا احتار العلماء في ما حدث، فالمُتعارف عليه وقتها أن هناك محفزين رئيسين لأي سلوك نفعله، هما: المحفز البيولوجي -الداخلي- الذي يدفعنا للأكل والشرب والتزاوج، وغيرها من الأمور التي تجعلنا على قيد الحياة، والمحفز الثاني هو المحفز الخارجي المبني على المكافأة أو العقاب، وكلا المحفزين لم يوجدا في أثناء التجربة، بل إنه بعد إعادة التجربة ووضع مكافأة للقِردَة على حل الأحجية وجد العلماء أن مستوى القردة قل، لهذا استنتج هارلو أن هناك محفزًا ثالثًا يدفعنا لفعل الأشياء سماه “المحفز الداخلي”، ولكن لعدم قدرته على تغيير نظرة العلماء التي كانت تُسيطر عليها فكرة وجود محفزين لا ثالث لهما، تخلى عن فكرته “المحفز الثالث” وتوقفت تجاربه، إلا أن ما توصل إليه كان بداية الخيط لتغيير علم السلوك البشري، وبعد عقدين من تجربة هارلو، جاء “إدوارد ديسي” الطالب بالدراسات العليا بالجامعة نفسها لإعادة البحث في موضوع “المحفز الداخلي”،
واستعان بأحجية مكعبات “سوما” ومجموعتين من الطلاب، هما: المجموعة (أ) التي يخبرها بحصولها على مكافأة إن حلت الأحجية في وقت أقل، والمجموعة (ب) التي لن تحصل على مكافأة خلال فترة التجربة مهما كانت النتائج، بعد انتهاء فترة التجربة وجد ديسي أن المجموعة (ب) كانت الأسرع والأكثر دقة في حل الأحجية، والمجموعة (أ) بدلًا من زيادة قدرتها على حل الأحجية باتت تحلها بشكل سيئ، فمعرفتهم بالمكافأة حَولَت الأحجية من أمر ممتع إلى عمل شاق، وبهذا يكون ديسي أكد ما توصل إليه هارلو حول المحفز الثالث.
الفكرة من كتاب الحافز: الحقيقة المدهشة بشأن الأشياء التي تحفزنا
يعتقد البعض أن ما يُحفزنا نحو فعل شيء ما هو رغبتنا في الحصول على المكافأة أو الخوف من العقوبة، وترسخ هذا الاعتقاد في أذهاننا حتى بات ما يُخالفه ضربًا من الهذيان، ومن هنا بدأ الكاتب بحثه عن صحة هذا الاعتقاد، وهل هناك مُحفزات أخرى يمكن أن تكون سببًا في قيامنا بالأمور؟ وما تلك المحفزات وكيف نفعلها؟ كل هذا وأكثر يُجيب عنه الكاتب في رحلته لكشف الحقيقة المُدهشة عن التحفيز.
مؤلف كتاب الحافز: الحقيقة المدهشة بشأن الأشياء التي تحفزنا
دانيال إتش. بينك: كاتب مختص بالكتابة في مجال الأعمال والإدارة، وتُعد مؤلفاته من الأكثر مبيعًا حول العالم تبعًا لمجلة نيويورك تايمز، عَمِل قبل تفرغه للكتابة رئيس تحرير ومراجعة قانون وسياسة مجلة يال، ثم قرر بعدها ترك ممارسة القانون واتجه للعمل في مناصب السياسة والاقتصاد، وكان آخر منصب تقلده هو كتابة خطابات نائب رئيس الولايات المتحدة آل جور.
من مؤلفاته:
كتاب عقل جديد كامل: لماذا سيحكم المبدعون المستقبل؟
When: The Scientific Secrets Of Perfect Timing
To Sell Is Human: The Surprising Truth About Moving Others