أربعة أعوام

تنقسم هذه السن فترتين، الأولى عندما يتم الأربعة أعوام، ويمكن تسميتها بمرحلة ثورة السلوك، وهذه من أصعب المراحل على الأبوين، ولكنها في النهاية مرحلة وستمر، تمتاز هذه المرحلة بكثرة الحركة وثورته على كل من حوله وعناده واستهانته بالأوامر، ومنبع هذه الثورة هو نمو ثقة الفتى بنفسه ورغبته في استعمال هذه الثقة وتنميتها، ودورنا تهذيب هذه الثقة لا قتلها، فالحزم الزائد قد يزيد من هذا العناد ولا يساعد الطفل على تجاوزه، ويكون التهذيب بالكلام بهدوء مع الطفل وهو من نفسه سيخجل ويتعلم من خطئه، وإن لم يسمع الكلام فاتركه يعند وينفذ ما يريده، فإذا أراد مثلًا أن يرتدي ملابس شَتْوِيَّة في حر الصيف فاتركه، فسوف تعلمه التجربة أكثر من أي نصح ستقوله له.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

أما المرحلة الثانية لسن الرابعة فهي ثورة العقل، وفي هذه المرحلة يبدأ الطفل في طرح التساؤلات والرغبة في النقاش في كل ما سيشعر تجاهه بالفضول، كأن يسأل “لماذا السماء زرقاء؟” و”لماذا بيض المحلات لا يفقس الكتاكيت كغيره؟”، وهذه الأسئلة تعكس اهتمام الطفل بما حوله، وقد تعكس أيضًا قلقه ومخاوفه، فينبغي لنا ألا نواجه هذا الفضول بالتجاهل أو اختلاق إجابات، حتى لا نبني عند أطفالنا صورتنا كآباء أو أمهات كذابين عندما يكتشفون الحقيقة، فليس من المحرج أن نعترف بجهلنا الإجابة أمام أولادنا، فهذا بالتأكيد أفضل من الاعتراف غير المباشر أننا كاذبون، وإذا جاء الأولاد في وقت انشغال أو تعب فقل لهم ببساطة إنك مرهق ولاحقًا ستبحث عن سؤاله معه، ويمكن أن تستغل هذه المرحلة لتشجيع الفتى على القراءة عن طريق توفير كتب تبحث في إجابات الأسئلة التي يطرحها، مما ينمي عنده ملكة القراءة ويشبع فضوله في الموضوع الذي لفت نظره.

تقع على كاهل كل أب وأم مسؤولية كبيرة تتمثل في تربية طفلهما الناشئ والتكيف مع كل طور من أطوار نموه، فالطفل ليس له بعد الله إلا أبوه وأمه، وكلما أحسنا التأسيس خرج الطفل سليمًا معافًى قادرًا على مواجهة الحياة بنفس سوية، ولا نقول إن علينا أن نوفر لهم بيئة مثالية تمامًا، فلا أنتَ ولا أنتِ مطالبان أن تكونا مثاليين، وكذلك أطفالكما ليسوا مطالبين بالكمال هم أيضًا.

فتقبل الطفل والعمل على نموه ومعرفة أطوار ذلك النمو هو ما سيساعد المربي على القيام بمسؤوليته في اكتشاف شخصية طفله الفريدة التي أودعها الله فيه، وفي هذا الكتاب يعرض المستشار التربوي هاني عبد القادر مراحل نمو الطفل وخصائص كل مرحلة من سن الثانية حتى العاشرة، وكيفية التعامل مع كل سن بالشكل الأمثل لتهيئة أبنائنا لخوض حروبهم الخاصة في مرحلة المراهقة التالية لهذه السن.

هاني بن علي آل عبد القادر: مستشار تربوي وأستاذ في مدينة الجبيل الصناعية وممارس معتمد في البرمجة اللغوية العصبية، من مؤلفاته:

أساليب عملية في التعامل مع المراهقين.
من أجل أبنائنا.