تأثير الكلمات ومكونات عملية المحادثة
تأثير الكلمات ومكونات عملية المحادثة
تمتلك الكلمات قدرةً سحريةً تمكننا من التأثير في الآخرين من خلال تواصلنا معهم، وكلما تعلمنا كيف نختار الكلمات ازدادت احتمالية نجاحنا في مجالات الحياة المختلفة كالعمل أو علاقاتنا الاجتماعية، ولكن ذلك ليس سهلًا بسبب ترسّخ عادات التحدث السيئة بداخلنا، بالإضافة إلى إفساد التكنولوجيا لطبيعة التواصل بجعله تواصلًا فوريًّا غير شخصي، فحينما نتحدث عبر الإنترنت وبواسطة الهاتف فإننا نفقد أهم عناصر التواصل، كلغة الجسد واللغة المصاحبة للكلام.
كشفت بعض الدراسات أن ثمانين بالمئة ممن يستخدمون الهاتف في أثناء تواصلهم وجهًا لوجه مع الآخرين يعانون صعوبة في الكلام والتفاعل فيهربون إلى هواتفهم، وترتفع النسبة لدى الأطفال، أما الأمر العجيب، وعلى عكس المعتقد الشائع، فإنه مع زيادة سهولة التواصل مع الآخرين يزداد تجاهلهم وتجنبهم، لأنهم سيظلون هناك، ويومًا ما سنتواصل معهم بسهولة، ولكن ليس الآن بالتأكيد.
ولفهم مكونات عملية المحادثة الصحيحة سنقسمها جزأين رئيسين، المرسل والمستقبِل، فالمرسل يرسل رسالة مفهومة لغويًّا ومتوافقة مع لغة جسده وتعابير وجهه، ثم يستقبلها المستقبِل ويعالجها محاولًا فهمها -إذا كان منتبهًا في الأساس- ثم يعيد صياغة الرسالة ويعيدها إلى المرسل دليلًا على فهمها، وأهم ما يلاحظه المشتركون في المحادثة هو الانطباع الأولي الناشئ عن قول الكلمات الصحيحة بالطريقة المناسبة، وآخر ما يبقى في ذاكراتهم هو طريقة إنهاء الحديث، هل كانت جيدة أم مثيرة للاستفزاز.
الفكرة من كتاب طلاقة اللسان: اكتشف أسرار المحادثة الفعالة
هل تذكر عدد المرات التي ندمت فيها على قول بعض الكلمات؟ هل تمنيت أن تعود بالزمن لتصلح ما أفسدته؟ أو وقعت في مشكلات عديدة لأن الناس لم يفهموا قصدك؟
لا تيأس فما زالت أمامك فرصة لكي تتعلم أسس المحادثة الفعالة وتحسن من عادات حديثك، فسواء كنت مديرًا أو زوجًا أو حتى طالبًا فنجاحك يتوقف على طريقة اختيارك للكلمات وكيفية قولها، ولذلك سنتعرف على المكونات الرئيسة للمحادثة ثم نرى مدى تأثير الكلمات فيها، ونوضح أشهر الأخطاء التي يقع فيها الناس عندما يتحدثون أو يستمعون لنتجنبها، وأخيرًا سنتعلم بعض التكتيكات والأساليب البسيطة لتحسين تأثيرنا في الآخرين.
مؤلف كتاب طلاقة اللسان: اكتشف أسرار المحادثة الفعالة
جيمس بورج : استشاري أعمال لمع نجمه في مجالات التسويق والمبيعات والتدريب والصحافة، بجانب تقديمه لدورات وورش في علم النفس وتطوير المهارات الشخصية، تخرج في لندن حاصلًا على شهادات علمية في الاقتصاد وعلم النفس، وركز اهتمامه على العلاقة بين الجسد والعقل وطرائق تغيير السلوكيات والأفراد، واختِير في عام 2009م مساهمًا بمجلة هارفارد بيزنيس ريفيو، ومن أشهر كتبه:
الإقناع: فن التأثير على الناس.
قوة العقل: غير تفكيرك لتغير حياتك.
لغة الجسد: سبع دروس سهلة لإتقان اللغة الصامتة.