عناصر الكايزن الثمانية
عناصر الكايزن الثمانية
لكي تتمكن أي مؤسسة من تنفيذ الكايزن يجب أن تتوافر لديها العناصر الثمانية، وهي: القيادة، والرؤية، ونظام حوسبة المعلومات، والتخطيط الاستراتيجي، وإدارة الموارد البشرية، والتحسين المستمر، والرقابة والتقويم والتغذية الراجعة.
تشكل القيادة || leadership جوهر التطوير والتحسين في المؤسسة، فالجودة لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال قيادة متحمسة متفاعلة مع المرؤوسين، قادرة على تقديم المصلحة العامة على الخاصة وتكوين فرق عمل متعاونة ومبدعة.
وتمثل الرؤية والرسالة || Mission and Vision المنهج الذي تتبعه المؤسسة للوصول إلى المستقبل الذي تطمح إليه في مسيرتها، لذلك يجب أن تتميز هذه الرؤية بالطموح ووضوح الرسالة، وأن تتخذ الجودة والتحسين المستمر شعارًا لها.
ويساعد نظام حوسبة المعلومات فرق العمل في المؤسسة على أداء وظائفهم بطريقة فعالة، لذلك يجب أن تمتلك المؤسسة شبكة من الحواسيب الآلية المرتبطة تحتوي على قاعدة معلومات وإحصاءات مرتبطة بجميع أنواع العمليات داخل المؤسسة.
أما التخطيط الاستراتيجي للتحسين المستمر فتطبقه المؤسسة من خلال وضع خطط طويلة وقصيرة المدى من أجل تهيئة إمكانات المؤسسة لتوفير احتياجات المستخدمين، ويرتكز التخطيط الاستراتيجي على إرضاء المستخدمين والتطوير المستمر لأداء الموظفين وتوفير بيئة عمل مرنة.
وتعد إدارة الموارد البشرية || Human Resources Management الوسيلةَ الأهم لتحقيق الجودة والتميز، لذلك يجب التركيز على تطوير الموارد البشرية باستمرار من خلال معاملة الموظفين باحترام وتقديرهم واعتبارهم شركاء في المؤسسة، وتحديد الاختصاصات المطلوبة والمهارات الوظيفية التي يجب أن يتميز بها الفرد قبل أن يحصل على الوظيفة، كذلك الاهتمام بنظام الحوافز والمكافآت التشجيعية وتدريب الموظفين لتهيئتهم، وصقل مهاراتهم للوصول إلى أعلى درجات الكفاءة.
ولكي تحقق المؤسسة التحسين المستمر || Continuous Improvement يجب على الإدارة تشكيل لجنة لتنسيق عملية التحسين تتضمن كوادر متميزة لتنفيذ استراتيجيات التحسين المطلوبة، وتوفير التمويل الكافي لتنفيذ عملية التحسين، وفتح قنوات الاتصال بين العاملين في مختلف المستويات.
وتعد الرقابة والتقويم || Oversight and Evaluation وسيلة هامة لمتابعة أداء الموظفين باستمرار للتأكد من تطبيق معايير الجودة ورصد أي خطأ لتصحيحه في الوقت المناسب، وفي النهاية يأتي دور التغذية الراجعة || feedback وهي متابعة مستوى رضا المستفيدين عن الخدمات المقدمة إليهم، مما يساعد الإدارة على تقييم إمكاناتها.
الفكرة من كتاب الكايزن
“الكايزن” هي كلمة يابانية تعني التغيير إلى الأفضل، وهي فلسفة طبقتها اليابان بعد الحرب العالمية الثانية بهدف تحقيق تحسينات مستمرة في الأنشطة المختلفة والعمليات الإنتاجية لقطاعات الأعمال والمؤسسات الصناعية، والحيلولة دون إهدار الموارد والوقت والمجهود ودعم استراتيجيات المنافسة والتميز لدى المنشآت والشركات، مما حقق لها نهضة صناعية وحضارية يشهد لها العالم، لذلك يهدف هذا الكتاب إلى تعريف الشعوب العربية بثقافة الكايزن وأدواته واستراتيجياته وطرائق تطبيقه في المؤسسات والشركات المختلفة، من أجل تغيير مفاهيم وثقافات العمل لدى العرب واكتساب القدرة على التسخير الصحيح والفعّال للكوادر والإمكانات لبناء مستقبل أفضل.
مؤلف كتاب الكايزن
عبير عيد العقباوي: باحثة وأستاذة في كلية التربية جامعة الملك سُعُود.