المُعادلة الصعبة
المُعادلة الصعبة
تنامت الأخبار بشأن محرّك البحث جوجل، وازداد عدد مرّات البحث بشكلٍ كبير، مما حتّم على بيج وبرين الحاجة إلى مزيد من الحواسيب، ولضيق ذات اليد حينها وفّرا المال عن طريق شراء الحاسوب على شكل قطع وتركيبها بنفسيهما، أو إحضارها من على أرصفة الموانئ، وفي رحلة سعيهما إلى الحصول على التمويل، سعيا إلى مُقابلة آندي بِيكْتُولْشيم | Andy Bechtolsheim المُستثمر الشهير في مجال الشركات الناشئة، في أثناء اللقاء أُعجب بفكرة وجود محركٍ للبحث يمكنه التحميل والفهرسة والبحث بسرعة، باستخدام الحواسيب الشخصيّة، وقدم إليهما شيكًا بمئة ألف دولار باسم شركة جوجل،
ولم يكونا قد أسّسا شركة بعد، لذا انتظرا أسبوعين حتى يؤسسا الشركة ويستطيعا وضع المال في أول حساب مصرفيّ باسم الشركة، وأُطلِقت الشركة رسميًّا في سبتمبر (أيلول) عام 1998م، وكان كريج سلفرستين | Craig Silverstein صديق بيج وبرين أوّل موظّف يُعيّن في الشركة، وعلى الرغم من التمويل الكبير الذي حصلا عليه من بِيكْتُولْشيم ومستثمرين آخرين الذي قد بلغ المليون دولار، فقد ازدادت أرقام البحث اليوميّة إلى خمسمئة ألف عمليّة بحث يوميًّا، مما جعل على عاتق الشركة زيادة عدد الحواسيب للاستمرار.
والحقيقة أنّه في أواخر عام 1999م، كانت الشركة على وشك الإفلاس حتى تقدّمت جوجل بإعلانٍ أنّها حصلت على تمويل بقيمة 25 مليون دولار، وقد سعى بيج وبرين إلى الاحتفاظ بنسخ متعددة من كل شيء لاحتمال وقوع الزلازل، أو ربما نشوب حريق، أو تلف الأجهزة، وقد اتضحت أهميّة ذلك عند اندلاع حريق في أحد مراكز بيانات الشركة، لكنّ الموقع استمر في العمل كأنّ شيئًا لم يكن لوجود هذه النسخ بشكلٍ مُسبق، وقد وصل متوسط عدد عمليات البحث في جوجل بشكلٍ يوميّ إلى سبعة ملايين عمليّة بحث في نهاية عام 1999م، إلّا أن العوائد الماديّة كانت قليلة لأنها كانت تعتمد بشكلٍ أساسيّ على اتفاقات الترخيص، لذا اتجهت الشركة إلى الحصول على المال عن طريق عرض إعلانات نصيّة مُتعلّقة بطلبات بحث المُستخدمين، وقد اعتمدت الشركة على نظامٍ توظيفيّ مختلف في دفع الرواتب، فعوضًا عن دفع أرقام كبيرة في الرواتب، كانت تعرض أرقامًا متواضعة في مُقابل الحصول على أسهم في الشركة، مما يجعلُ ازدهار الشركة سببًا في نماء الوضع الماديّ للمُهندسين العاملين في الشركة.
الفكرة من كتاب قصة جوجل: داخل قصة النجاح التجارية والإعلامية والتكنولوجية الأكثر إثارة في زماننا
إنّ أثر مُحرك البحث (جوجل) استثنائيٌّ في البشرية، تمامًا كنشأتِه، فهو يقدر على الإجابة عن الملايين من الأسئلة بشكلٍ سريع وأدقّ في نتائج البحث من كثير من نُظرائه، بالإضافة إلى إتاحته الدائمة ومجّانيّته، وهو يعتمدُ بشكلٍ رئيس على الإعلانات الرقميّة في جني الأموال، إذ إنه لا يُعدّ موقعًا ربحيًّا بشكلٍ مُباشر، وإنما يرتكز على المُدخلات الماديّة الثانويّة، ورغم مرور الزمن فقد احتفظت صفحة (جوجل) بشكلها البسيط الخالي من الإعلانات الصريحة، وبالرغم من نتائج البحث التي تُقدّر بالملايين بشكلٍ يوميّ فإنّ أغلب مُستخدمي هذا الموقع لا يعرفون كيف ولا أين نشأ، والحقيقة أنّ (جوجل) ليس مُجرّد قوة تكنولوجيّة كبيرة، وإنما أصبح بشكلٍ سريع قوة ماليّة ضخمة في وقتٍ وجيز، وقد اعتمد نجاحُ هذا الموقع على مؤسِّسَيهِ برين | Brin، وبيج | Page، اللذين لم يعتمدا في تنشئتهِ على البنية الهرميّة التقليديّة للشركات، حتى يعملَ كُلّ شخصٍ في جوجل على أنّهُ يطوّر شركتهُ الخاصّة وليس مُجرّد موظّفٍ يتقاضى راتبه
والحقيقة أنّ (جوجل) ليس مُجرّد قوة تكنولوجيّة كبيرة، وإنما أصبح بشكلٍ سريع قوة ماليّة ضخمة في وقتٍ وجيز، وقد اعتمد نجاحُ هذا الموقع على مؤسِّسَيهِ برين | Brin، وبيج | Page، اللذين لم يعتمدا في تنشئتهِ على البنية الهرميّة التقليديّة للشركات، حتى يعملَ كُلّ شخصٍ في جوجل على أنّهُ يطوّر شركتهُ الخاصّة وليس مُجرّد موظّفٍ يتقاضى راتبه.
مؤلف كتاب قصة جوجل: داخل قصة النجاح التجارية والإعلامية والتكنولوجية الأكثر إثارة في زماننا
ديفيد فايس: صحفيّ وكاتب أمريكي وُلِدَ عام 1960م بمدينة ناشفيل في ولاية تينيسي، تخرّج في كليّة إدارة الأعمال بجامعة وارتون.
ومن مؤلفاته:
The Bureau and the Mole.
Eagle on the Street.
Sweet Redemption.
مارك مالسيد: مؤلِّف ومُستشار ومُراسل استقصائي، تخرّج في جامعة ليهاي عام 1997م، تخصص في الهندسة المعماريّة والدراسات الحضاريّة، اشترك مع “ديفيد أي. فيس” في كتابة عديد من التقارير والأبحاث.