نريدك شمعة مضيئة لا شمعة محترقة
نريدك شمعة مضيئة لا شمعة محترقة
يبدو أن الأمومة تدفع الأمهات عاملات كنّ أو غير عاملات إلى التصرف بشجاعة وإقدام، والمشاركة في الحياة الاجتماعية والسياسية وإن لم يخضن غمارها من قبل، وذلك في سبيل تحسين حياة أطفالهن الحاضرة والمستقبلية، فيصبحن ويمسين وشغلهن الشاغل المشكلات البيئية والصحة الغذائية والدوائية وأحوال البلاد والعباد!
إلا أنه في ظل خوضك عزيزتي الأم لكل هذه التحديات والمغامرات والصعاب، نريد أن ندعمك ونذكرك ببعض النصائح حتى لا تفقدي إنسانيتك في وسط هذا الزخم من المسؤوليات اللاحقة للولادة والأمومة بالتبعية، والمسؤوليات الأخرى التي أقحمتِ فيها نفسك اختيارًا كالعمل والمشاركة السياسية أو الاجتماعية، نريد منكِ ألا تنسي أدوراكِ الأخرى في الحياة، نعم أضيفَ إليكِ دور جديد لكنكِ لا تزالين زوجة وصديقة وربما موظفة، ومن ثم فإنكِ تحتاجين إلى استقطاع وقت خاص لنفسكِ، ووقت لزوجكِ ووقت لأصدقائكِ بجانب الوقت الذي يحتاج إليه أطفالكِ بالطبع، أيضًا لا تنسي صحتك النفسية والجسدية، ولا تكوني شمعة محترقة؛ ماذا سيفعل العالم بشمعة محترقة على أية حال؟! اعتني بغذائكِ ونومكِ وأدخلي الرياضة في نظام حياتكِ لتحسين صحتكِ العقلية والجسدية، وشاركي في العلاقات الاجتماعية واسمحي بقبول يد العون الممدودة إليكِ،
وبخاصة في الشهور الأولى من قبل شريك حياتكِ حتى تمر بسهولة وسلام، وأخيرًا تعلمي أن تقولي “لا” لنفسك عندما تريد أن تقحمكِ في مهمة جديدة بحجة أنك اعتدتِ تعدد المهام في حياتك، في النهاية يُمكن لتعدد المهام وتحميل نفسكِ فوق طاقتها أن يصيبكِ بالتوتر ويؤثر في صحتكِ النفسية التي نريد الحفاظ عليها.
الفكرة من كتاب دماغ الأم: كيف تثري الأمومة ذكاءنا وتنمي قدراتنا
لقد دفعت الإنسانية كلها ثمن التطور التكنولوجي والنزعات الاستهلاكية والإعلانات التجارية ونزول المرأة للمساهمة في إدارة عجلة الرأسمالية!
ففي زماننا هذا حتى الأمومة أخذت أشكالًا أخرى، وزادت متطلباتها ومسؤولياتها وأصبح من الواجب على كل أمٍّ أن تواكب ذلك التسارع، مع المحافظة على هدوئها وصحتها النفسية وبخاصة مع غياب وفقدان مفهوم الأسر الممتدة والعلاقات الاجتماعية الواسعة التي كانت تسهم في عملية التربية من قبل.
ومع وفرة المصادر المعلوماتية، حمّلت الأم بمسؤولية الرعاية الصحية والثقافية والنفسية والترفيهية، وقلت ثقتها بالمصادر الأخرى التي توفر تلك الخدمات، وأصبح المجتمع ينظر إليها باعتبارها السبب الأول والأوحد في الفشل أو النجاح الأكاديمي أو الصحي للأبناء، تحديات كثيرة تواجه الأمومة وتغيرات عديدة تبدأ من الشهور الأولى للحمل وتستمر لسنوات عدة، سنحاول المرور بها بشكل مختصر ومبسط في كتابنا هذا.
مؤلف كتاب دماغ الأم: كيف تثري الأمومة ذكاءنا وتنمي قدراتنا
كاثرين إليسون: ولدت عام 1957م، وهي كاتبة أمريكية ومحققة صحفية، حازت جائزة بوليتزر للتقارير الدولية عام 1985م إثر عملها الجاد في تغطية قضايا الفساد في الفلبين، وكتبت عديدًا من المقالات، كما شاركت في إعداد وتأليف كتب عدة منها:
Imelda.
Mothers & Murderers: A True Story of Love, Lies, Obsession.. And Second Chances.
Loving Learning: How Progressive Education Can Save America’s Schools.