كأنها بلد آخر
كأنها بلد آخر
مما يقدح في الصحفي ألا ينتبه لدقة ما ينقله، وهذا ما حدث مع ما نقله الغربي عن الأزمة الإيرانية، والأسوأ من ذلك أن تنطلق الكتابة الصحفية من افتراضات مسبقة عن الوضع الذي تنقله، وهذا ما حدث أيضًا مع الأزمة الإيرانية خلال تغطية الصحافة الغربية والأمريكية لها، فالموقف القديم والافتراض المسبق أن إيران ملكية خاصة لهم، ومع ظهور الثورة تنفيها ولا تسلم بحدوثها بصورة قطعية، والشاه ما زال الشاه رغم الثورة التي قامت عليه، ونشر مواقف تريدها الصحافة الغربية تساهم في خدمة افتراضاتها، مثل النقل المحموم للإعدامات، وإظهار الأعداد بشكل مبالغ غير واقعي، ثم نظرة منحرفة إلى من أطاحوا بالأسرة البهلوية، وأوصاف الهمجية للطلاب الذين احتجزوا الرهائن، وتوسيع تلك الأوصاف لتشمل كل الإيرانيين.0
وما يظهر من تلك الافتراضات أن إيران بلد آخر غير الموجود في الواقع، وتغطية الأوربي للأزمة الإيرانية تظهر بلدًا آخر غير الذي يظهره الأمريكي، كما في سلسلة المقالات التي كتبها “إريك رولو” في صحيفة لوموند الفرنسية، فيظهر قضايا وموضوعات مهمة تتعارض مع الرأي الذي كان ينقله الأمريكي وافتراضاته المسبقة عن الإيرانيين، فقد نقل “رولو” التحولات الثورية التي حدثت داخل إيران، وأزمة الرهائن داخل سياقها غير مقطوعة منه، فـ”رولو” مثال للصحفي الشمولي الذي يغطي الجوانب السياسية والتاريخية دون تناسي المجتمع الحاضر، ودون أن يلجأ إلى أي تعميم أيديولوجي أو ذِكر ألفاظ مجردة رنانة تفتقر إلى الواقع والحقيقة.
الفكرة من كتاب تغطية الإسلام: كيف تتحكم أجهزة الإعلام ويتحكم الخبراء في رؤيتنا لسائر بلدان العالم؟
إذا نظرت إلى تغطيات إحدى الصحف الأمريكية أو الأوربية لأي حادثة تخص الشرق أو الإسلام، تجد قوالب جاهزة مكررة، من ذكر الحدود الشرعية أو الجهاد أو الارتباط بين الإسلام والإرهاب. فهل تلك التغطيات صحيحة؟ وما العلاقة التي تربط بين الشرق والغرب؟
يناقش كتابنا المواقف الغربية والأمريكية بالخصوص إزاء الشرق والعالم الإسلامي، والعلاقات التي تربط بين الشرق والغرب، والصور المستعملة لمصطلح الإسلام في الغرب.
مؤلف كتاب تغطية الإسلام: كيف تتحكم أجهزة الإعلام ويتحكم الخبراء في رؤيتنا لسائر بلدان العالم؟
إدوارد سعيد: المفكر الفلسطيني الأمريكي والناقد الشهير، من أهم عشرة مفكرين في القرن العشرين، وقد عرف بصوته الأقوى في الدفاع عن القضية الفلسطينية، حصل على الدكتوراه في الأدب الإنجليزي من جامعة هارفارد، وعمل محاضرًا للأدب المقارن في عديد من الجامعات الأمريكية مثل “هارفارد” و”كولومبيا”، كانت حياته حافلة بالإبداع والفكر، كرّسها لخدمة وطنه الأول فلسطين، وقد كان دائمًا يؤكد على هُويته العربية رغم انتمائه الأمريكي.
من مؤلفاته:
الاستشراق.
المسألة الفلسطينية.
المثقف والسلطة.
الثقافة الإمبريالية.
معلومات عن المترجم:
محمد عناني: مبدع مصري يتسم بالموسوعية، كتب في الشعر والمسرح والنقد الأدبي، وله أعمال كبيرة في الترجمة حتى استحق بها لقب “شيخ المترجمين”، حصل على البكالوريوس في اللغة الإنجليزية من جامعة القاهرة، والماجستير من جامعة لندن، ثم درجة الدكتوراه من جامعة ريدنج، وعمل محاضرًا للغة الإنجليزية في جامعة القاهرة ثم رئيسًا للقسم، ونال عديدًا من الجوائز العربية والمصرية في الآداب والفنون والترجمة، ومن أعماله:
ثلاثة نصوص من المسرح الإنجليزي.
الفردوس المفقود.
ريتشارد الثاني.