عمالٌ جُدد، سكرٌ جديد
عمالٌ جُدد، سكرٌ جديد
كان الإنجليز قد أوقفوا تجارة الرقيق، لكن حكام مستعمرات السكر لم يكونوا مستعدين لمعاملة العبيد كبشر، فحاولوا إفشال التمرُّد بوحشية، فتمَّت مطاردة العبيد المتمرِّدين عبر الحقول، وإلقاء القبض عليهم، وتم شنق زعيمهم، ورغم ذلك كان العبيد يعتمدون على دعم النبلاء الإنجليز، وبعد عشر سنوات من التمرد، تم أخيرًا إقرار مشروع قانون تحرير العبيد، وفي 1838 ميلاديًّا تم تحرير جميع العبيد، لكن ماذا يعني ذلك بالنسبة لمزارع السكر التي كانت تعتمد على العمالة الرخيصة؟
للأسف لم يستسلم ملَّاك هذه المزارع وأرسلوا إلى الهند مطالبين توفير مائة عامل للعمل في مزارعهم، لكن برأيك لماذا يخاطر أي هندي ويخرج للعمل في صناعة السكر؟
في ذلك الوقت كانت الهند فقيرة جدًّا، حيث انتشرت المجاعات والجفاف وبدأ الناس يهجرون أراضيهم، لكن للأسف كان ترك الهند وعبور المحيط بالنسبة لمعظم الهنود ممنوعًا، ويُطلق عليه “عبور المياه السوداء”، وأيضًا عابر المياه السوداء كان يفقد الانتماء إلى طائفته، حتى يقوم بطقوس خاصة عند رجوعه، وعندما يصل إلى مقر العمل كان يتم إعطاؤه جميع التطعيمات، وأوعية الأكل المعدنية، والملابس الدافئة، ووعدًا بالعودة إلى الهند، وللأسف تم خداعهم، فلم يكن المهاجر عبدًا خالصًا، ولكن لم يكُن حرًّا أيضًا، وأصبح العمل في صناعة السكر أكثر وحشية من أي وقت مضى، فلم يتمكَّن العمال من مغادرة المزارع ما لم يكن لديهم تصريح، وإلا سيتم إلقاؤهم في السجن، أو فقدان أجورهم.
وعلى الرغم من كل تلك المصاعب لم يرجُه معظم الهنود إلى بلدهم حتى بعد انتهاء عقودهم، إما بسبب استمرارية فقرهم، أو بسبب تكوينهم لحياة جديدة، فبدأت السلطات في أواخر القرن التاسع عشر في تقديم عرض جديد للعمال الهنود، ينصُّ على أنهم إذا بقوا في المزارع، فيمكنهم الحصول على قطعة أرض صغيرة خاصة بهم يزرعونها، وبحلول مطلع القرن العشرين كان السكر لا يزال يسيطر على الاقتصاد المحلي، ولكن الآن هناك المزيد من العمال الأحرار الذي قسَّموا وقتهم بين العمل في صناعة السكر والأعمال التجارية الخاصة بهم، وهكذا نشأ مجتمع جديد، فتوجد الآن قوانين مكتوبة، وليس فقط مناقشات حول رفض العنصرية.
الفكرة من كتاب كيف غيَّر السكر العالم؟ قصة عن السحر، التوابل، العبودية، الحرية، والعلم
عندما يُذكر السكر في الصحف، يتكلَّم النقاد عن كمية الطعام الذي نأكله، وليس الذين عملوا في صناعته، ويحذِّر الأطباء من كون الشباب يكتسبون وزنًا كبيرًا من تناول الوجبات الخفيفة السكرية، ويقلق أولياء الأمور على صحة الأطفال الذين يستهلكون الكثير من المشروبات الغازية، لكن لا أحد يفكِّر من أين تأتي هذه الحلاوة.
فيحاول المؤلفان هنا عرض ما أحدثه السكر من تغيُّرات في العالم، وكيف ارتبطت صناعته بتجارة العبيد في العالم؟ وما علاقة السكر بالسحر والعبودية؟ وما تأثير إنتاج السكر في العالم اقتصاديًّا وثقافيًّا!
مؤلف كتاب كيف غيَّر السكر العالم؟ قصة عن السحر، التوابل، العبودية، الحرية، والعلم
مارك أرونسون: أستاذ، ومتحدث، ومحرِّر يؤمن بذكاء الشباب وقوة عاطفته، ويرى أن مهمته هي إلهام الشباب لطرح الأسئلة، وله العديد من المؤلفات، منها:
Traped.
One Death, nine stories.
مارينا بودوس : مؤلفة حائزة على جوائز عدة في مجال الكتب الخيالية والواقعية، وبما في ذلك جائزة ALA، ومن مؤلفاتها:
Ask Me No Question.
Watched.
The Long Ride.
المترجمة: فاطمة نعيمي