الجانب العقدي والعلمي للإمام
الجانب العقدي والعلمي للإمام
سار ابن باديس على نهج السلف الصالح رغم نشأته في بيئة أشعرية صوفية غارقة في البدع والانحرافات العقدية، ولعله تأثر بدعوات الإصلاح التي عمَّت البلاد التي زارها كالحجاز ومصر وتونس، وكانت تهدف إلى العودة للقرآن والسنة كمصدر للعقدية ومنبع للهداية، فكان الشيخ يأوي إلى الوحيين ويستقي منهما بالإضافة إلى قراءته أقوال السلف وسيرهم.
ومن أقواله: “قلوبنا معرضة لخطرات الوسواس، بل للأوهام والشكوك، والذي يثبتها ويدفع عنها الاضطراب ويربطها باليقين هو القرآن العظيم”، ويشهد لسلامة عقيدته كتابه “العقائد الإسلامية” ومقالاته في صحيفة الشهاب في تفسير القرآن، وإقراره أن لا دين إلا الإسلام وأنه ليس سبب تأخر المسلمين، بل السبب في التقدم والتأخر هو التمسك بالأسباب أو تركها، ولكن يؤخذ على الشيخ احتفاله ببعض المناسبات كذكرى المولد النبوي وإحياء ليلة الإسراء والمعراج وبعض أقواله للمستعمر، ولكن يمكن أخذها على محمل المداراة، وكذلك يؤخذ عليه إجازته التوسُّل بجاه النبي.
أما التكوين العلمي لدى الشيخ فقد تهيَّأ للعلم منذ صغره وحباه الله بقدرة عقلية على التعلم والتفقه وعرف بالنبوغ والنباهة وحرصه على وقته وحسن التنظيم، وقد عني الشيخ بالتفسير ولُقِّب بإمام التفسير وساعده في ذلك توفيق الله له واهتمامه الكبير بالقرآن وعلومه وذوقه الخاص في فهم آيات القرآن وبيانها الناصع، ولم يدوِّن من تفسيره إلا مقالات يسيرة، وبذلك ضاع على الأمة كنز علم لا يقوم بمال ولا يعوَّض بحال كما قال البشير الإبراهيمي، وكان الشيخ يدرس علومًا أخرى كالعقيدة والفقه وأصوله والآداب والمواعظ وفنون العربية في اللغة والنحو والصرف والبلاغة والأدب والمنطق والحساب والتاريخ والجغرافيا.
الفكرة من كتاب التجربة الدعوية للشيخ عبد الحميد بن باديس
يعدُّ النظر في تجارب الدعاة والمصلحين حافزًا للهمم في ذلك الزمان، ويقدم لنا الكتاب الذي بين أيدينا مقتطفات من مسيرة حياة الإمام المجاهد عبد الحميد بن باديس (رحمه الله)، وهو من أبرز الدعاة المصلحين من ذوي الأثر العظيم في نهضة الأمة، والعوامل المؤثرة في نشأته ومنهجه في الإصلاح، وتجربته الإصلاحية التي تستوجب أن يتوقف عندها الدعاة والمصلحون بالدراسة والتحليل ليستفيدوا منها في طريق الإصلاح والنهوض بهذه الأمة المعطاءة.
مؤلف كتاب التجربة الدعوية للشيخ عبد الحميد بن باديس
مركز البحوث والدراسات بمجلة البيان السعودية، ويهدف إلى بناء الوعي وفقًا لمنهج أهل السنة والجماعة، ويرصد التطورات الحاصلة في مجال الفكر الإنساني عامة والفكر الإسلامي خاصة، ويقدم خلاصات تساعد على كيفية التعامل الصحيح معها، كما يقدم رؤية إسلامية للقضايا السياسية والاستراتيجية ودراسة النوازل الفقهية والعقدية، ويتألف المركز من ثلاث شعب رئيسة هي: شعبة الدراسات السياسية والاستراتيجية، وشعبة الدراسات الشرعية والفكرية والدعوية، وشعبة الندوات والمؤتمرات.