إنهاء المحادثة وطرح الأسئلة
إنهاء المحادثة وطرح الأسئلة
قد يبدو إنهاء المحادثة مع شخص ثرثار أمرًا صعبًا، فهو لا يتوقف عن الكلام وأنت لا تريد أن تتصرف تصرفًا يبدو غير لائق للتخلص منه، كالتلويح لمجموعة من أصدقائك ليخلصوك منه، أو تتصرف بنفاد صبر وتكثر من النظر إلى ساعتك، ففي النهاية هذا الشخص استرسل في الحديث معك لسعادته بمحادثتك، ولا يصح أن تقاطعه بجفاء، ولكن الأمر سهل، يمكنك فقط أن تقاطع نفسك عندما يحين دورك في التحدث وتتظاهر بتذكرك لأمر يستوجب منك التحرك الآن، وتودعه بقول إنك سعدت بالتحدث معه مثلًا.
وإن لم يتوقف أيضًا عن التحدث يمكنك أن تتوقف عن الكلمات الجانبية التي تحفزه على الاستمرار في الحديث، وتعطيه بعض الإيماءات بصمت، وهو سيدرك ما يعنيه صمتك المفاجئ، ولكن إن لم يتوقف أيضًا عن الكلام يمكنك أن تصبح أكثر عنفًا وتقول إنك لا يمكنك الكلام معه طوال اليوم ثم تتركه، أو “كم الساعة الآن؟.. لا بد أن أجري مكالمة تلفونية الآن.. الوداع!”.
ويمكن للأسئلة أيضًا أن تستعمل كوسيلة لإنهاء الحديث، فالسؤال من حيث نوع الإجابة نوعان، إما سؤال مفتوح يبدأ بمن أو متى أو ماذا أو لماذا، وإما نوع آخر تستعمل فيه الأداة هل، والنوع الثاني هو الأكثر استعمالًا عندما تريد إنهاء الحديث، لأن إجابته لا تزيد على نعم أو لا كوسيلة لإظهار عدم الاهتمام أو كوسيلة للتوديع، ولكن في حالة أردت إظهار اهتمام بالأسئلة، فبداية تجنب الإكثار من الأسئلة المتتابعة وإلا سيشعر من أمامك بأنه يُستَجوَب، واحرص على التنويع بين الأسئلة والجمل الخبرية.
وأسوأ أنواع الأسئلة التي تتسبب في إنهاء المحادثة على الفور هي تلك الأسئلة التي تنحاز لآراء مسبقة أو بها بعض العدوانية، مثل: “ألم تفكر في اتباع حمية غذائية من قبل؟”، أو “هل هذا كل ما عندك؟”، بالإضافة إلى الأسئلة المتطفلة التي تتسبب في إحراج وعدم ارتياح لمن تحدثهم وتجعلهم يستعجلون بإنهاء الكلام معك، كسؤال “هل شددتِ وجهكِ؟”، أو “لماذا لم تُنْجِبَا إلى الآن؟”، والبديل يكون باستعمال أسئلة تتعلق بما تكلم عنه الشخص الآخر، أو استعمال أسئلة تفتح مواضيع جديدة للحديث أو الأسئلة التي تدفع بالحديث إلى الأمام، كسؤال “كيف وصلت الأمور إلى هذه النهاية برأيك؟”، أو “ما الآثار الجانبية لذلك؟”، أو “هل تستطيع أن تضرب لي مثالًا؟”.
الفكرة من كتاب فن الحوار والحديث إلى أي شخص.. المهارات الإنسانية اللازمة للنجاح في أي موقف
لا خلاف على أن اللباقة في الحديث من أهم المهارات التي تساهم في مدى نجاح الفرد سواء على المستوى المهني أم الشخصي، فبالرغم من أن الإنسان يتحدث طيلة حياته فإن قلة قليلة هي التي تلتفت إلى الطريقة التي تتحدث بها وتطورها؛ بحثًا عن طريقة أفضل في التعبير عما يريدون قوله أو فعله للآخرين.
تعرِض لنا الكاتبة عددًا من المهارات والملاحظات التي ستحسّن من لغة الجسد في أثناء الحديث وطريقة عرض مشاعرنا وكيفية الخروج من المواقف الصعبة والمحرجة بشكل واثق سلس، عن طريق تناول الطريقة التي نتحدث بها مع الآخرين وكيفيتها.
مؤلف كتاب فن الحوار والحديث إلى أي شخص.. المهارات الإنسانية اللازمة للنجاح في أي موقف
روزالي ماجيو: مؤلفة وكاتبة أمريكية، ألفت 24 كتابًا فاز عديد منها بجوائز، وترجمت لها كتب بأكثر من لغة، ومن أهم مؤلفاتها:
كيف تقول ما تريد.
فن تنظيم كل شيء.