القيادة الحكيمة
القيادة الحكيمة
تتحدد مكانة القادة بقدرتهم على استثارة الجماهير والتفافهم حوله من أجل هدف مُوَحَّد وهو تحقيق مستقبل أفضل، ويكمن جوهر القيادة في قدرة القائد على إيجاد قاسم مشترك بين هؤلاء التابعين يتجاوز اختلافاتهم الفردية ويركز على مشاعرهم واحتياجاتهم
وعلى الرغم من صعوبة التوصل إلى قواسم مشتركة بين البشر جميعهم لاختلاف السمات الإنسانية، فطبقًا لأبحاث عالم الأنثروبولوجيا دونالد براون يمكن تجميع السمات الإنسانية العامة في خمسة مخاوف تقابلها خمسة احتياجات.
وهذه المخاوف والاحتياجات هي البوصلة التي ينبغي أن يسير عليها أي قائد لينال ولاء تابعيه، وهي خوف الخطر والحاجة إلى الأمان، لذلك فإن أسرع وسيلة لكسب المؤيدين هي توفير الاحتياجات الأساسية من الطعام والمسكن والأمن، وخوف الأعداء والحاجة إلى المجتمع وسلطة القانون للحد من الجرائم ومعاقبة المجرمين، وهذا ما يفسر ميل أغلب القادة إلى اختلاق عدو من أجل حشد الناس حوله. هناك أيضًا خوف الشعور بالإهمال والحاجة إلى الاحترام، وهذه السمة تختلف من شخص لآخر، وهذا ما يفسر انقسام البشر خَدَمًا ومخدومين، ولكن بسبب ميل بعض الناس إلى الاستغلال السيئ للفوارق الاجتماعية، فقد أصبح التابعون يطالبون بالاحترام والتقدير والمساواة.
وأهم هذه المخاوف خوف الفوضى والحاجة إلى سُلطة مسؤولة عن تنظيم الأمور وتحقيق التوازن، وخوف المستقبل والحاجة إلى الوضوح، فكل البشر يخافون المستقبل المجهول ويبحثون دائمًا عن القائد الذي يفسر لهم الواقع بمصداقية ويحدد لهم أهدافه وخططه بوضوح لتحقيق مستقبل أفضل، وفي مجال الأعمال ينبغي للقائد أن يحدد للعاملين لديه المخدومين الذين ينبغي تكريس جهودهم لخدمتهم، ومن الأفضل التركيز على فئة معينة من المخدومين وهو ما سيؤدي في ما بعد إلى خدمة الجميع بنفس التميُّز، كذلك ينبغي توضيح مواطن القوة والضعف والتركيز على مواطن القوة للمؤسسة والعاملين لديها مما سيترك أثرًا إيجابيًّا في العاملين لدى الشركة، كما يجب على القائد أن يضع معيارًا واضحًا للنجاح ينبغي التركيز عليه حتى يتفادى تشتُّت العاملين ويوفر لهم المرونة في أثناء أداء وظائفهم.
الفكرة من كتاب شيء واحد يجب أن تعرفه عن الإدارة الناجحة والقيادة الفعَّالة والحفاظ على النجاح الفردي
يتناول الكتاب دراسة ثلاثة من أهم الموضوعات الحيوية في عصرنا الحالي، وهي الإدارة والقيادة والنجاح الشخصي، بهدف عرضها بشكل واضح من أجل التغلُّب على الغموض والتعقيدات المرتبطة بتلك الموضوعات، ويهدف الكتاب إلى تزويد القارئ بالمعلومات المُبَسَّطَة المُوجَزَة التي تساعده على فهم الحقائق المتعلقة بمجالات الإدارة والقيادة، من خلال عرض تجارب وأمثلة فريدة لعديد من الأشخاص الناجحين والمميزين حول العالم، الذين استطاعوا التغلُّب على التحديات المختلفة وتحقيق النجاح المِهْني الممتاز.
لذا يُعَد هذا الكتاب وسيلة فعَّالة لكل من يطمح إلى تعلُّم مهارات الإدارة الناجحة والقيادة الحكيمة، وكيفية استغلال المواهب والإمكانات الشخصية، كما يناقش أهمية تعلُّم مجالات جديدة تُمكِّن الفرد من مواكبة التغيُّر المستمر في سوق العمل ومن ثم الحفاظ على النجاح الشخصي.
مؤلف كتاب شيء واحد يجب أن تعرفه عن الإدارة الناجحة والقيادة الفعَّالة والحفاظ على النجاح الفردي
ماركوس بكينغهام : مُتحدِّث تحفيزي وكاتب بريطاني، وُلد في بريطانيا عام ١٩٦٦، ودرس العلوم الاجتماعية والسياسية في جامعة كَامْبِريدْج عام ١٩٨٧، وفي عام ٢٠٠٦ استطاع تأسيس شركته الخاصة (TMBC) لإنشاء برامج وأدوات للتدريب على الإدارة، بالإضافة إلى مؤلفاته العديدة، مثل:
أولًا: خالف كل القواعد.
الآن اكتشف مواطن قوتك.
تسعة أكاذيب حول العمل: دليل القائد المتميز إلى العالم الحقيقي.