تطوير الأفكار ودوافع الإبداع
تطوير الأفكار ودوافع الإبداع
لقد وصلت إلى نهاية سلم الإبداع، فامنح نفسك استراحة، فقد انتهى العمل الشاق، ولكن لم ينتهِ العمل أبدًا، فكل الأفكار تحتاج إلى التطوير لمواكبة الظروف الخارجية والمشكلات الجديدة؛ أعطِ فرصة للاوعيك للتفاعل مع المشكلة والفكرة، فقد ظلَّ وعيك مشغولًا بهما لمدة طويلة، وحان وقت تلقِّي المساعدة من اللاوعي، فبإمكانه أن يأتي وهو يقفز فجأة ويحمل لك حلًّا أو تعديلًا أو إضافة بين يديه.
الآن انفصَل العمل عن ذاتك، وتكمن أهمية وقت الاسترخاء في أنه وقود عملية الإبداع، فبإمكانك أن تمشي أو تنام أو تتأمل، أو تمارس أي نشاط في حياتك العادية، لتنسَ المشكلة والحل قليلًا، وتمنح ذهنك بعض الراحة، وقد تستخدم أيضًا بعض أدوات تطوير الأفكار، مثل الربط العشوائي بين ما يحدث في حياتك والمشكلة، أو تستفيد من أحلام اليقظة، إضافةً إلى العمل على مشروع آخر، أما بالنسبة إلى سمات التفكير، فأن تكون واثقًا من نفسك وكثير النسيان سمتان كافيتان.
لقد انتهت رحلة الإبداع، وعلمنا مراحلها ومشاكلها ولكن كيف نحافظ على الدافعية اللازمة للمرور بكل تلك المعوقات وبذل ذلك المجهود الضخم، وتكمن الإجابة في هرم ماسلو للاحتياجات الفطرية، وتتكوَّن قاعدته من الأنشطة الحيوية كالأكل والنوم والشرب، ثم الاحتياج إلى الشعور بالأمان والسلامة، ثم حاجة الانتماء والمحبة، وبعدها الرغبة القوية في التمتع بالتقدير من الذات والآخرين، وأخيرًا تحقيق الذات.
وعبر تحويل تلك الاحتياجات الفطرية إلى دوافع، سنحافظ على دافعيتنا اللازمة لإكمال عملية الإبداع، وقد يأتي التحفيز من الخارج في شكل مكافأة من المدير أو آراء الآخرين، أو يكون تحفيزًا داخليًّا كحب العمل والاستمتاع والاستكشاف والرغبة النهمة في التعلم والنمو.
الفكرة من كتاب كيف تنمِّي قدرتك على التفكير الإبداعي
عندما نواجه مشكلة يتوجَّب علينا حلها، نسمع دائمًا عبارات من قبيل: “فكِّر خارج الصندوق”، “كن مبدعًا”، “اذهب حيث يخشى الناس أن يذهبوا”، وكلها تحاول تحفيز نزعة التفكير الإبداعي لدينا، وكأن الأفكار وحي يهبط من السماء دون مجهود، ألسنا نتخيَّل الأشخاص المبدعين في مجالاتهم والعباقرة لا يبذلون ما يكفي من الجهد مقارنةً بالآخرين؟
على عكس الشائع تمامًا، يتطلَّب الإبداع مجهودات كبيرة، وعلى الأشخاص المبدعين دفع الثمن، فالأفكار الإبداعية في نهاية سلم، نصعد عليه درجة درجة، فما تلك الدرجات التي تمثِّل مراحل عملية الإبداع؟ كيف نتحلَّى بالسمات اللازمة لكل مرحلة؟ هل تنتهي عملية الإبداع بمجرد الوصول إلى فكرة؟ وما الأخطاء التي يقع فيها غير المبدعين؟
مؤلف كتاب كيف تنمِّي قدرتك على التفكير الإبداعي
جيف بيتي: خبير بريطاني رائد في مجال التدريس، عمل مستشارًا في أكثر من 500 كلية ومدرسة، أمضى 28 عامًا في التدريس والتدريب، شارك في عدة مؤتمرات عالمية، ولذلك يتمتَّع بسمعة كبيرة، ومن أهم كتبه:
التدريس اليوم.
التدريس القائم على الأدلة.
معلومات عن المترجم:
سامي تيسير سلمان: تخرَّج في كلية الإدارة الصناعية، وحصل على ماجستير في إدارة الأعمال من جامعة يال البريطانية، وقدَّم العديد من الدورات والموضوعات والمقالات في مجالات الإدارة المختلفة، وله عدد من الكتب المترجمة، مثل:
كيف تنمِّي قدرتك على حل المشاكل.
كيف تنمِّي قدرتك على تحفيز الآخرين