عملية التفاعل الاجتماعي
عملية التفاعل الاجتماعي
التفاعل الاجتماعي هو التأثير المتبادل بين فردين عن طريق الاتصال اللغوي، وتعتبر المدة من سن الثالثة حتى السادسة بدايةَ عملية التفاعل الاجتماعي للأطفال، إذ يتأثر الطفل بوالديه ويؤثر فيهما في إطار من الحب والمودة فيكتسب أنماط السلوك والمعايير الأسرية والاجتماعية التي تمثل أساس العلاقات الاجتماعية، وتعد هذه المدة الأهم في التطبيع الاجتماعي، إذ تظهر على الطفل صفات مثل الطاعة والاعتماد والسيطرة وغيرها، ويتعلم الطفل تقويم هذه الصفات وتعديلها باستمرار من خلال تفاعله مع البيئة المحيطة ومراقبة سلوكيات الآخرين..
ويمكن تقسيم أنماط التفاعل لدى الفرد عبر مراحله العمرية المختلفة كالآتي: من سن (1 : 3) سنوات يحدث التفاعل عن طريق طرح الأسئلة، ومن (4 : 6) سنوات يتحول إلى التفاعل بالإجابات وإبداء الآراء، ومن (7 : 9) يكون التفاعل انفعاليًّا سلبيًّا يتضمن تعبيرات تدل على التوتر والانسحاب، ثم من (10 : 12) يتطور إلى التفاعل الانفعالي الإيجابي عن طريق تقديم المساعدة وتوطيد العلاقات الاجتماعية.
والتفاعل قد يكون لفظيًّا عبر اللغة المنطوقة في صورة أحاديث عامة، وغير لفظي عن طريق إيماءات الوجه وحركات الجسم، والتفاعل اللفظي له أهمية كبيرة في عملية التعلم بجميع مراحلها، لأنه يوطد علاقة المعلم بالطلبة ويساعد على الحد من العشوائية في الفَهم والتعبير ويشجع الطلبة على إبداء الرأي واحترام زملائهم، كما يزيد من حيوية التفاعل داخل الصف.
وبسبب أهمية التفاعل في العملية التعليمية، ينبغي للمعلم إتقان مهارات التفاعل الصفي وتطوير أدائه باستمرار، وأن يطبق السلوك الديمقراطي خلال التدريس لزيادة تفاعل الطلبة معه، وكذلك يجب أن يتقبل أفكار تلاميذه ويمدحهم، وأن يحد من السلوك الانتقادي التسلطي فيسود الصف مناخ اجتماعي إيجابي يساعد على تحقيق النمو السوي للمتعلمين نفسيًّا وفكريًّا واجتماعيًّا.
الفكرة من كتاب مهارات الاتصال والتفاعل والعلاقات الإنسانية
الإنسان مدني بطبعه لا يستطيع أن يعيش منعزلًا عن الآخرين، ومنذ ولادته وهو في حالة دائمة من الاتصال بالمحيطين به، فأي نشاط إنساني لا بد أن يَصدر عن مجموعة من السلوكيات تعتمد على استخدام الأفراد لمهارات تواصل ينتج عنها تفاعل اجتماعي بينهم، فتنشأ علاقات إنسانية اجتماعية بغرض إشباع رغبات واحتياجات معينة تختلف من علاقة لأخرى، وفي زمن تراجعت فيه القيم الإنسانية والأخلاقية وزاد الشعور بالعزلة والاغتراب، أصبح من المحتم علينا أن نتعلم مهارات التواصل ونتقنها حتى نرتقي ونسمو بالعلاقات الإنسانية، ما يساعد على تحقيق الاستقرار النفسي والسعادة داخل المجتمع.
مؤلف كتاب مهارات الاتصال والتفاعل والعلاقات الإنسانية
أماني عبد الفتاح علي، من مؤلفاتها:
ثقافة الطفل.
المدخل إلى رياض الأطفال.
أساليب الاتصال في الأسرة وأثرها على النضج الاجتماعي.