دور الأهل في تنمية الذكاء الوجداني للطفل
دور الأهل في تنمية الذكاء الوجداني للطفل
لكي تستطيع تنمية الذكاء الوجداني لدى أطفالك، هناك أشياء لا بد أن تعمل على توفيرها ألا وهي: أن تكون قدوة ونموذجًا للسلوكيات التي ترغب في نقلها إلى أطفالك، ومن الضروري العلم بأن شخصية الطفل لا تُبنى بالتشدد والقسوة ولكن بالحب والعطف، بالإضافة إلى ضرورة إشباع حاجة الطفل إلى اللهو واللعب، وهذا من الجوانب التربوية الشديدة الأهمية التي تكوّن للطفل مناعة تساعده على التحكم في رغباته، إلى جانب إشباع حاجة الطفل إلى الحرية والاستقلال وحاجته إلى الشعور بالثقة والقوة.
وما يجب أن يتجنبه الأهل خلال تنمية الذكاء الوجداني لدى أطفالهم: القسوة والنبذ، والإسراف في التدليل، والتذبذب في المعاملة، والصراع المستمر بين الوالدين، والتلهف والقلق المفرط، وتضخيم الأخطاء، والتمييز العاطفي والمادي بين الأبناء، وفرض ما يحبه الآباء على الأبناء دون مراعاة لرغباتهم، والاستمرار في معاملتهم كأطفال صغار مع كبرهم وتطور شخصياتهم وبدء إحساسهم بذواتهم.
أما دور الأهل في تنمية القدرات الوجدانية لأطفالهم، فيأتي على مرحلتين وهما:
الأولى مرحلة الأطفال الصغار، ويحتاج الأهل خلال هذه المرحلة إلى التعبير عن مشاعرهم أمام أطفالهم، ومساعدة الطفل في وضع مسميات لعواطفه والبدء في التعبير عنها، كأن تقول له: “تبدو مسرورًا”، وكذلك تسمية العواطف التي يلاحظها الطفل عند الآخرين، كأن تقول الأم لطفلها: “يبدو أن والدك حزين”.
والمرحلة الثانية هي مرحلة الأطفال الأكبر سنًّا، ودور الأهل يتمثل في شرح طبيعة العواطف والمشاعر، ومساعدة الأطفال على تنمية قدراتهم الوجدانية وتوفير اختيارات من شأنها أن تحسن عواطفهم.
أما عن الأساليب الصحيحة لتعامل الأهل مع أطفالهم من أجل تنمية الذكاء الوجداني والعاطفي لديهم، فيجب أن يشجع الأهل أبناءهم على الاستقلالية والاعتماد على النفس، كما يجب أن تتوافر لغة تواصل بين الأهل وأبنائهم من خلال حسن الاستماع إلى الأبناء والتفاعل الإيجابي مع حديثهم، ويعد الثبات في المعاملة من أهم دعائم بناء الشخصية السوية والاستقرار الوجداني للطفل، ومن صور عدم الثبات في المعاملة التي ينبغي تجنبها أن يجد الطفل شدة من الآباء وتدليلًا زائدًا من الأجداد،
وكذلك فإن الأطفال في حاجة إلى قبولهم كما هم بالإضافة إلى تحفيزهم ماديًّا ومعنويًّا.
وكنصائح عامة للأهل: اتركوا فرصة لأن يتخذ الأطفال قراراتهم بأنفسهم كأن يختاروا ملابسهم، وعلموهم احترام الأكبر منهم والاستماع إلى الآخرين بتعاطف، وكذلك دربوهم على التعلم من أخطائهم وأخطاء الآخرين والاعتذار عند الخطأ، واحرصوا على تنمية النظرة التفاؤلية لديهم وتنمية قدرتهم على تحمل المسؤولية.
الفكرة من كتاب البناء النفسي للطفل في البيت والمدرسة – تنمية المهارات الوجدانية وإدارة الذات
هذا الكتاب واحد من سلسلة البناء النفسي للطفل في البيت والمدرسة ويختص بتنمية المهارات الوجدانية وإدارة الذات لدى الأطفال، وهنا تكمن أهمية الكتاب.
فما من أسرة إلا وتسعى إلى أن يكون طفلها أذكى الأطفال وأكثرهم تفوقًا وأعلاهم درجات، ولكن من يفكر في الجانب العاطفي والوجداني لدى الطفل أو يلقي له بالًا؟ ذلك على الرغم من أهمية هذا الجانب لتنمية مهارات الطفل في الوعي بذاته وفهمها وكيفية التعامل مع مشاعره ورغباته والتحكم فيها، وكذلك فهم الآخرين ومراعاة مشاعرهم وتجنب إيذائهم وإنشاء علاقات جيدة معهم.
وما نرجوه من طرح هذا الكتاب أن يدخل الذكاء العاطفي والوجداني في إطار اهتمام الأسر ويرشدهم إلى طرق تنميته لدى أبنائهم.
مؤلف كتاب البناء النفسي للطفل في البيت والمدرسة – تنمية المهارات الوجدانية وإدارة الذات
سعد رياض: استشاري نفسي وتربوي، حاصل على الدكتوراه في علم النفس عام 2002م بمرتبة الشرف الأولى في القياس والتقويم والعلاج النفسي،كما حصل على ليسانس آداب في علم نفس عام 1992م من جامعة المنصورة، ودرجة الماجستير أيضًا في علم النفس عام 1998م بتقدير ممتاز من جامعة طنطا، ودبلومة علم النفس الإكلينيكي عام 2000م بتقدير ممتاز من جامعة المنصورة.
من مؤلفاته:
أسعد بنت في العالم.
كيف نحبب القرآن لأبنائنا؟ (مهارات تربوية في تحفيظ القرآن).
فن الحوار مع الأبناء.