أحبك ولكن!
أحبك ولكن!
قد تتعرض الأمهات لأمور كثيرة يفعلها أولادهن تصيبهن بالدهشة، فيكررن دائمًا قول “لا أصدق” كوسيلة للتعبير عن اعتراضهن، ورفضهن تصديق ما يرينه، فيضطر الأولاد لارتكاب المزيد من الحماقات محاولة لجعل أمهاتهم يصدقن، فهم يجدون أن كل ما يفعلونه جدير بالانتباه، وعندما ترفض الأمهات تصديق ما يصدر منهم، يضطرون لفعل المزيد لجعلهن يبدلن رأيهن، أو قد يستعمل الآباء كلمة “صدّق” في كلامهم بطريقة محبطة جدًّا، حتى ولو كانت بقية الجملة حقيقية، فيقول الأب لولده مثلًا: “صدقني، لن تنجح أبدًا إذا لم تعمل جيدًا” ولا يدري أن استخدام هذا الفعل عند توبيخ ولده يُعزز الشك في ذهنه، وقد يكون الولد منتظرًا تدخل والده ليساعده في الدرس مثلًا، أما الأب فيتجاهل طلب المساعدة مثل جميع الآباء الذين لا يفعلون إلا إسداء النصيحة، لذا يُنصح باستبدال “يبدو لي أن..” بـ”صدق”، فمثلًا يمكنكم قول “يبدو لي أنك مخطئ” فهي جملة أقل عدوانية وخبثًا تجاه ولدكم.
وهناك الوالدان المستعجلان، اللذان يطلبان من ولدهما دائمًا أن يُسرع، فمثلًا يقولان له: “أسرع وأنهِ طعامك” وتجد هذين الوالدين دائمًا متأخرين ومستعجلين، خوفًا من عدم الوصول إلى مواعيدهما في الوقت المُحدد، فيفرضان على ولدهما إيقاعهما الزمني، مستبعدين إيقاع ولدهما، لكن إذا أردتم أن يكون ولدكم مبادرًا وفعالًا في حياته، توقفوا عن إصابته بالتوتر، واتركوه يقوم بشؤون حياته بإيقاعه الخاص.
واتركوه يأخذ لعبته أو دميته المفضلة في أي مكان يرغب فيه، ولا تقولوا له “ستضيعها إذا أخذتها معك” أو تقولوا له الأسوأ من ذلك: “الفتيان الأشرار سيسرقونها منك”، فهذا يولد الشعور بعدم الأمان لدى الطفل، وكلما ازداد هذا الشعور زاد تعلّقه باللعبة، واستوعب أيها الأب أو الأم أنه من الطبيعي أن يُضيع لعبته، لكن إذا استمر الأمر فيجب أن تتجاهلوه، ومن ثم علّموا طفلكم تحمّل مسؤولية الحفاظ على أغراضه، وكونوا إيجابيين، واطرحوا عليه أسئلة تخص لعبته، مثلًا: “هل أخذت قيلولتها؟” أو “هل لعبت مع باقي الدمى؟” وعلموهم في ما بعد أن يضعوها في مكان مُحدد حتى لا تضيع.
وقد يطلب الوالد أو الوالدة من ولدهم بذل الجهد فيقولون له مثلًا: “أنت سمين جدًّا، حاول أن تبذل بعض الجهد لإصلاح جسدك”، وفي الحقيقة إن من يدعو أولاده لبذل الجهد غير قادر تمامًا على بذله بنفسه، وكل جهد تطلب من ابنك فعله يكون بمنزلة ضغط نفسي سلبي عليه، ومن الأفضل تشجيعه لإنجاز شيء ما، دون أن تطلب منه بذل المزيد من الجهد، فيُصبح بذلك أقل توترًا وأقل ضغطًا.
الفكرة من كتاب كلمات نقتل بها أولادنا لا تقولوها أبدًا
الكلمات ليست مجرد أصوات تحمل معاني، لكنها تحمل أيضًا انفعالاتنا وتنقلها، ولكن عندما يتعلق الأمر بالتربية، تُصبح الكلمات حية تتناقل عبر أجيال من الآباء من دون أن تظهر عليها علامات الزمن، وهذه الكلمات لا تمر مرور الكرام، بل تترك آثارًا جسيمة تضرّ بسلوكيات الأطفال عندما يكبرون.
فيحاول هنا الكاتب جعلنا نعيد النظر في العديد من العبارات والرسائل التي نطلقها، آباء وأمهات، على أولادنا من دون تمييز، فيمكننا بهذه الكلمات أن نكون مصدر طاقة لهم، أو مصدر تسمم فكري، الاختيار كله إلينا!
مؤلف كتاب كلمات نقتل بها أولادنا لا تقولوها أبدًا
جوزيف ميسينجر : ولد في بلجيكا، له العديد من المؤلفات منها:
المعاني الخفية لحركات الجسد.
كلمات قاتلة لا تقولوها أبدًا.
لغة الجسد النفسية.
كارولين ميسينجر: كاتبة، وصحفية محترفة، حصلت على ماجستير الآداب في التقاليد الشفوية وماجستير في الفلسفة في علم اجتماع التعليم من جامعة لانكستر، المملكة المتحدة، وشاركت الكاتب “جوزيف ميسينجر” في العديد من الأعمال، منها:
كلمات قاتلة لا تقولوها أبدًا.
Dire Merde.
Cartea gesturilor.
معلومات عن المُترجمة:
ألفيرا عون: ترجمت العديد من الكتب، منها:
ريجيم آتكنز.
جسمك يتكلم اسمعه.
٦٠نصيحة لتنظيف الجسم من السموم.