الإرادة والتخيُّل والتفكير
الإرادة والتخيُّل والتفكير
عندما نقع في صراع بين رغبات وميول متضاربة، ونأخذ وقتنا في التفكير والمقارنة والمفاضلة بين جميع الخيارات فإن نتيجة اختيارنا بالنهاية هو الرغبة المسماة بالإرادة، ومن شروطها الشعور بالغرض أي بالنتيجة المترتبة، وأخذ الرويَّة للتفكير وعدم الاستجابة اللحظية للمثيرات، ثم أخيرًا تنفيذ الرغبة.
قبل الحديث عن التخيل نتحدَّث عن جوهره؛ ألا وهو التصور، وهو عملية عقلية تستهدف استرجاع الذاكرة لصورة المدركات الحسية، ومن أنواعها البصري واللمسي أو التذوُّقي والسمعي، إذًا فالتخيُّل هو جملة من التصوُّرات مرتبطة بعضها ببعض على نحو خاص متتابع كشريط السينما بهدف ربط أو ابتكار أحداث ما، خصوصًا عندما يعجز العقل عن استرجاع أو تصوُّر حدث بشكل كامل تتدخَّل المخيلة لملء الفراغات، وهي منشأ الإبداع والابتكار، كما أنها تساعدنا على تذوُّق الأدب والاستمتاع به.
يعتبر فرويد الأحلام وسيلة للتعبير عن العواطف والغرائز المكبوتة في لا وعي الإنسان على صورة رموز، وبدراستها نستطيع معرفة الكثير من الأمراض والاضطرابات النفسية التي تعانيها الشخصية، وتعد هذه إحدى مدارس طرق البحث في علم النفس، وتسمى بمدرسة التحليل النفسي، بجانب مدرستين كبيرتين هما مدرسة التأمل الباطني وهي ملاحظة الفرد لنفسه ولكنها لا تتمتع بدقة النتائج اللازمة، ومدرسة الملاحظة الظاهرية وهي دراسة السلوك الظاهر في العالم الواقعي فقط مع استبعاد تأثير لا وعيه.
ويأتي التفكير كرد فعل من العقل على مواجهته لمشكلة ما تعوق وصوله إلى هدف مراد، فيسعى باستغلال إمكانياته وقدراته إلى إيجاد حل لها، وتتكوَّن من عدة خطوات: الخطوة الأولى هي وجود المشكلة، تتبعها الخطوة الثانية وهي تحديد المشكلة المراد حلها، ثم الخطوة الثالثة وهي وضع عدة فروض لحل المشكلة.
الخطوة الرابعة هي مقارنة الفروض بعضها ببعض، واستخراج إيجابيات وسلبيات كل فرض للمفاضلة، ثم الخطوة الأخيرة وهي اختيار فرض وتطبيقه للاختبار.
الفكرة من كتاب علم نفس الشخصية
يعدُّ علم النفس الفردي كمرآة نتمكَّن من أن نرى فيها بوضوح انعكاس شخصياتنا وسلوكنا فيعرفنا أكثر عن كليهما، ويفسر العديد من العمليات التي عجزنا عن فهمها من أول مرة، ويجيب على العديد من الأسئلة التي تزيد من قدرتنا على تحسين حياتنا، مثل: ما دوافعنا في الحياة وأنواعها؟ ما الفرق بين السلوك الفطري والمكتسب؟ وما الغرائز؟ وإلى أي مدى يمكن أن يصل الانحراف إذا أخطأنا التعامل معها؟ كيف ندرك الأشياء من حولنا ونمارس العمليات العقلية المختلفة مثل التخيل والتفكير والتذكر؟ وما مراتب العواطف والانفعالات؟
مؤلف كتاب علم نفس الشخصية
كامل محمد محمد عويضة: كاتب مصري الجنسية، له عدة مؤلفات متنوِّعة بين علم النفس وعلوم الشريعة، من أشهر كتبه: “سيكولوجية العقل البشري”، و”سيكولوجية التربية”.