تحكم في القلق
تحكم في القلق
ولأنه شعور مستمر يستمد من أحداث يومية فيحتاج إلى طرق دائمة وروتينية لمقاومته، ولهذا فاشغل ذهنك بالعمل النافع للقضاء على الفراغ الذي يتغذى عليه القلق، لا تترك وقتًا كبيرًا لنفسك كي تشكك أو تخاف أو تفكر في المستقبل أو الماضي، كذلك لا تدع عواطفك تغلب أمرك وتتحكم في أفكارك وسلوكياتك، لأنها عمياء وتضخم المشكلات وستزيد من قلقك، فلا تهتم بالأمور التافهة والجدالات الفارغة مع الناس، وتذكر بأن الحياة قصيرة جدًّا لتضيعها بهذه الطريقة.
من المهم جدًّا لتقليل حجم القلق أن تعلم الحجم الحقيقي للمشكلة التي تواجهها، ولا شيء يمكن أن يساعدك أفضل من معرفة الاحتمالات وإلقاء نظرة على الإحصائيات، فإن كنت تعاني من القلق عند السفر بالطائرة، فسيفيد إلقاء نظرة على إحصائيات الحوادث ومعرفة ما احتمالية أن تتحطم الطائرة، وبالمثل في كل المواقف اسأل نفسك ما مدى احتمال حدوث ما أخشاه.
أحيانًا بعدما نبذل كل ما بوسعنا، نجد أن هناك أشياء خارج نطاق قدرتنا على التغيير أو التحكم، هنا وجب علينا الرضا وقبول ما لا نستطيع تغييره، ومحاولة التكيف معه، والتوقف عن الحسرة على الأخطاء والحماقات السابقة التي تعتقد أنها أدت إلى هذا الموقف، لأنها لن تزيد الموقف إلا سوءًا.
اجعل للقلق حدًّا أقصى لا يتعداه ولا تتمادَ في المواقف التي تعتمد على المخاطرة كي لا تخسر كثيرًا، واسأل نفسك دائمًا: ما الفائدة التي ستعود علي إذا استمر قلقي؟ وكم من الوقت سأخسر بهذا القلق؟ ما الثمن المطلوب دفعه وهل يستحق؟
الفكرة من كتاب دع القلق وابدأ الحياة
إذا أعددنا قائمة بأكثر المشاعر عداء وتدميرًا للإنسان، فما الشعور الذي من الممكن أن يتربع على عرش القائمة، قد تتنوع الإجابات حسب خلفيات الأفراد، ولكن الشيء الذي لا يمكن أن يختلف فيه اثنان هو أن القلق سيكون من المنافسين الشرسين، وذلك لأسباب عدة، أهمها أنه شعور أصيل لدى كل فرد، فمن منا لا يقلق؟
يراه العديد الشعور الأكثر تهديدًا للسعادة والسلامة الذهنية، خصوصًا عندما يتضخم ليتحول إلى وحش كاسر يقتات على حياة صاحبه، محولًا إياها إلى جحيم دائم من الخوف والتفكير، فما المعلومات المتوافرة لدينا عن ذلك الوحش الكاسر؟ وما أسلم وأكفأ الطرق للتعامل معه؟ هل يمكن التخلص من القلق بإزالته كليًّا أم فقط يمكننا التحكم به؟ ما مسبباته في المقام الأول؟ وكيف نضمن الحصول على السعادة والطمأنينة والنشاط في غيابه؟
مؤلف كتاب دع القلق وابدأ الحياة
ديل كارنيجي، ولد في نوفمبر عام 1888بنيويورك لعائلة فقيرة، درس في الأكاديمية الأمريكية للفنون المسرحية، وتنقل بين عدة وظائف لم يرتح فيها، حتى اكتشف قدرته الكبيرة في التأثير بالناس، وبدأ بعقد دورات في الخطابة العامة، ثم تحولت إلى دورات مكثفة ومحاضرات في التنمية البشرية وتطوير الذات، حتى أصبح رائد هذا المجال، وافتتح معهد كارنيجي للعلاقات الإنسانية لمساعدة عامة الناس ممن يعانون مشكلات في تطوير ذواتهم والتخلص من عاداتهم السيئة، توفي عام 1955م بسرطان الدم.
من أشهر كتبه وأكثرها تأثيرًا كتاب “كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس” و”فن التعامل مع الناس”.
معلومات عن المترجم:
عبدالمنعم محمد الزيادي، صحفي وكاتب ومترجم مصري الجنسية، بدأ عمله في مجلة الاثنين بدار الهلال، حتى رأس تحرير المجلة النفسية حياتك وكان منشئها، توفي بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1992م، له عدة كتب مترجمة مثل “دع القلق وابدأ الحياة” و”كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس”، كذلك من أعماله الخاصة كتاب “أين السعادة”.