عودة كأس العالم
عودة كأس العالم
عادت بطولة كأس العالم أخيرًا في عام 1950م، وتحديدًا في البرازيل التي فاجأت الإسبان بنصف دستة أهداف، والسويد بسبعة أخرى، لكنها هُزمت في النهائي أمام الأوروغواي الذي تُوج بلقب البطولة، والجدير بالذكر أنه لم تشارك ألمانيا ولا اليابان نظرًا لسمعتهما التي ساءت بعد الحرب، لكن الغريب أن الهند قد رفضت المشاركة في البطولة وانسحبت، لأن الفيفا عارض أن ينافس لاعبوه وهم حُفاة كما اعتادوا في ملاعبهم، أما الحدث المؤسف فهو حادث تحطم الطائرة التي كانت تحمل لاعبي فريق تورينو الإيطالي وجهازه الفني في الرابع من مايو 1949، واهتزت إيطاليا لذلك الحدث خصوصًا وأن عشرة من لاعبي الفريق كانوا أساسيين في المنتخب الإيطالي، ما يعني أنه كان على مدرب المنتخب “فروتشو نوفو” بناؤه من البداية، كما حدثت ثمانية حالات وفاة بالسكتة القلبية في مباراة النهائي.
أما مونديال سويسرا 1954، فقد شهد صحوة المنتخب الألماني -ألمانيا الغربية- الذي كانت لا تزال بلاده المنقسمة تجمع شتاتها، إذ تمكن من الفوز باللقب بعدما انتصر على نظيره المجري في المباراة النهائية، وقد تضمن هذا المونديال أكبر معدل تهديف في التاريخ بواقع 5.38 هدفًا لكل مباراة، إذ سُجلت مئة وأربعون هدفًا في 26 مباراة فقط، كما بدأت العلاقة التاريخية بين كرة القدم والتليفزيون.
وقد شهد المونديال لحظات مؤسفة أيضًا، فالمباراة التي جمعت المجر بالبرازيل كانت إحدى أكثر مباريات البطولة عنفًا لدرجة أنها سُميت بـ”معركة برن”، إذ تم طرد ثلاثة لاعبين، وحدث شجار طاحن ألقى فيه اللاعب “بوشكاش” بزجاجة في وجه لاعب الخصم “بينييرو” الذي امتلأ وجهه بالدماء، كما أُصيب مدرب المنتخب المجري بعدما أُلقي على جبهته حذاء من قبل المدرب البرازيلي، لكن المفاجأة الأكبر بعد كل هذا أن الفيفا لم يعاقب أحدًا واكتفى بإنذار البعثتين!
الفكرة من كتاب أغرب الحكايات في تاريخ المونديال
في عام 1836م، بدأ تاريخ لعبة ستحتلّ أذهان العالم بلا منافس لتُحدث نوعًا من السّحر سيتسبب مع الوقت في إبهار أغلب سكان الأرض، وسيصعد نجم هذه اللعبة مع انطلاق ما يُعرف بكأس العالم أو المونديال، وهي البطولة التي ستجمع دول العالم في احتفالات وأحداث ضخمة ورائعة.
وقد حملت بطولات كأس العالم المتتابعة لحظات ومواقف استحقَّت أن تُذكر في التاريخ، فمنها الطريف ومنها الغريب، ومنها المأساويّ والمؤسف، وفي جميع تلك المواقف استمرت الكرة في الدوران حتى في ظل أعظم الخسائر والفظائع، برغم الجانب الأسود لكرة القدم في الرشاوى والفساد والتدخلات السياسية، وهذا ما يستعرضه ذلك الكتاب بدءًا من التاريخ الأول لكرة القدم وكأس العالم.
مؤلف كتاب أغرب الحكايات في تاريخ المونديال
لوثيانو بيرنيكي، صحفي ومؤلف أرجنتيني، عمل في وكالة “دياريو إي نوتيثياس” الأرجنتينية، وصحيفة أوليه الرياضية، وله العديد من المؤلفات الرياضية التي نُشرت في أكثر من عشرين دولة، ومن أبرز مؤلفاته:
11 ضد 11
أغرب حكايات المنتخب الأرجنتيني.
معلومات عن المترجم:
محمد الفولي، كاتب صحفي ومترجم مصري، عمل في الصحافة بوكالة الأنباء الإسبانية، وله العديد من الأعمال المؤلفة مثل كتاب “تقرير عن الرفاعية”، والمترجمة مثل كتاب “حكاية عامل غرف”، و”لماذا تلعب كرة القدم 11 ضد 11؟”.