أزمات تتعرَّض لها النفس في العلاقات
أزمات تتعرَّض لها النفس في العلاقات
في علاقتنا بالآخر قد يُمارَس علينا الكثير من الحيل، وقد نمارسها نحن مع الآخر سواء إن كان ذلك بقصد منَّا أو من دون قصد، ومن تلك الممارسات أن يشعرك الآخر بإحساس الذنب لأنك لم تستطِع مساعدته، في حين أنك حاولت وهو نفسه يرفض المساعدة حتى لا يكفُّ عن الشكوى، فإذا اكتشفت يومًا من أحدهم أنه يُمارِس عليك تلك الحيلة انسحب وانصح الطرف الآخر باستشارة المتخصِّصين الأكثر خبرة، ولا مانع أن تعبِّر له عن تعاطفك معه، ولكن ألقِ عليه بالمسؤولية لا على نفسك.
وهناك علاقة أخرى مهلكة للنفس، وهي عندما تكون في علاقة لا تعرف فيها أين مكانك، فالطرف الآخر تارة يتقدَّم نحوك خطوة، وحين تبادله ذلك القرب يبتعد، وهُنا تراودك الكثير من الأسئلة.. هل يريدني حقًّا أم لا؟ ولكن في الحقيقة أن هناك مشكلة خفية في تلك العلاقة، وهي أن الطرف الآخر ربما يكون قد تعرَّض لأزمة أصابته بالخوف، فهناك جانب بداخله يخشى العلاقات والقرب أكثر من اللازم، وهذا النوع يُعدُّ من العلاقات المؤذية التي يصعب الاستمرار فيها.
وهناك أزمة أُخرى تقابلنا في معظم العلاقات، وهي أزمة “من له الحكم لكي يتحكم في الآخر”، وتعد هذه الأزمة الأكثر انتشارًا في بداية علاقات الارتباط، حين يُحاول الرجل فرض سيطرته بقوَّة وغضب، ولكن العلاقات ليست صراعًا أو حربًا، وإنما حب ودعم، وأن يُشارك كلُّ طرف منَّا الطرف الآخر في أفراحه وأحزانه، فلا داعي أن نُشعِر الطرف الآخر أننا أسقطناه من حساباتنا حين نمر بأزمة، وأحيانًا قد يُراودنا الشعور بالحاجة إلى إحساس الطرف الآخر بنا وفهمه إيانا من دون أن نتحدث، ولكنَّها أمنية طفولية لا تناسب العلاقات الناضجة، وإنما علينا التعبير عن احتياجاتنا وحقوقنا وأحزاننا.
الفكرة من كتاب لأ بطعم الفلامينكو
نعيش في حياة مليئة بالصخب والمشتِّتات حتى أصبحنا ننساق وراء التيار، ونسينا أن نسأل أنفسنا: هل هذا الطريق يناسبنا حقًّا أم لا؟ عذرًا؛ كيف نسأل أنفسنا ونحن لم نعد نسمع صوتها من صخب مواقع التواصل الاجتماعي والضغوط التي تمارسها علينا والنصوص التي لطالما كنا مقيَّدين بها.
فتحرير النفس ليس بالشيء السهل، فللنفس ألغاز وألاعيب تمارسها أحيانًا على صاحبها، ومعًا في هذا الكتاب ستتعلَّم كيفية فكِّ شفرة النفس وفهم احتياجاتها، والتعامل مع الآخر دون التأثير بالسلب فيه أو فيك، وكيف تحافظ على نقائك من شوائب الماضي والمجتمع، وأيضًا يعلمنا الكاتب أن نقول “لا ” بقوة، لنحمي أنفسنا ولا نخسر الآخرين.
مؤلف كتاب لأ بطعم الفلامينكو
محمد طه: طبيب نفسي مصري، وكاتب مشهور حاصل على الماجستير والدكتوراه في الطب النفسي، وحاصل على الزمالة في الطب النفسي من الكلية الملكية البريطانية، وله العديد من المؤلفات منها: “الخروج عن النص”، و”علاقات خطرة”، و”ذكر شرقي منقرض” .