من أين تأتي العقاقير الجديدة؟
من أين تأتي العقاقير الجديدة؟
إن العقار هو نوع من الجزيئات يؤدِّي وظيفة مفيدة في مكان ما في الجسم البشري، وبعض هذه الجزيئات يوجد في الطبيعة خصوصًا في النباتات، وغالبًا ما نضيف بعض الأشياء إليها من خلال بعض العمليات الكيميائية المعقدة، أو نحذف بعض الأشياء منها، آملين من ذلك زيادة فاعليتها أو تقليل آثارها الجانبية، ومن خلال عملية الفحص الجماعي والإضافة والحذف في المختبر تتكوَّن لدينا المئات، بل الآلاف من الجزيئات إلى أن يصل الباحث إلى العقار المنشود، وبمجرد الحصول على عقار له مفعول في طبق معملي، فإن الباحث يعطيه لأحد الحيوانات، لقياس كمية ما يتم إيجاده من العقار في دم الحيوان بعد أن يبتلعه، فإذا كانت الكمية قليلة، فهذا يعني أن المريض سوف يحتاج إلى حبة كبيرة جدًّا، وإذا كانت فترة وجوده في الدم هي ساعة، فهذا يعني أن المريض سوف يحتاج إلى أن يأخذ حبة كل ساعة، أي 24 حبة في اليوم، وهكذا، كما يلزم الباحث أن يعرف ما تتحول إليه الجزيئات بعد أن تتحلَّل في الجسم، وذلك لمعرفة الآثار الجانبية للعقار، وكذلك قياس السُّميّة، من خلال إعطاء العقار للحيوان بجرعات متزايدة إلى أن يموت أو تحدث له آثار سُمّية، ومن خلال ذلك يعرف المدة التي يمكن للمريض أن يتناول فيها العقار، كما يعرف الباحث تأثيرات الجرعات التي دون الجرعة المميتة، وغيرها من الأمور الأخرى التي يأخذها الباحث في الحُسبان.
ثم بعد ذلك تأتي اللحظة المثيرة والهامة حين يتم تجريب العقار على البشر لأوّل مرّة، على مجموعة من المتطوعين الأصحاء، ويتم قياس وظائف القلب، وكم العقار الموجود في الدم، وغير ذلك، ويأمل الباحث ألا يسبب العقار آثارًا سلبية، وأن يُحقق التأثير المنشود في الجسم، ولكن قد تحدُث أمور مُريعة، كما حدث مع عقار (تي جي إن 1412) إذ انتهى الأمر بالمتطوعين في غرفة العناية المركزة مع إصابة أصابع أيديهم وأقدامهم بالتعفن.
وبوجه عام فإن العقاقير الجديدة لا تتجاوز آثارها الجانبية غير المستحبة أعراضًا مثل الغثيان والدوار والصداع وهكذا، وبعد أن يكون الباحث قد توصّل إلى أن العقار مأمون بدرجة كبيرة، فإنه يدلف إلى المرحلتين الثانية والثالثة بأن يُعطي العقار للمرضى المصابين بالمرض الذي يهدف إلى علاجه، وذلك من أجل معرفة إن كان العقار فعَّالًا أم لا، وذلك بالمقارنة مع عقار آخر، فإن ثبتت فاعليته يتم طرحه في السوق، ومع الأسف فالكثير من العقاقير الجديدة هي مجرد نُسخ من عقاقير لشركات أخرى موجودة في السوق بالفعل، ومن ثمَّ فهي ابتكار الهدف منه أن تكسب شركات الأدوية المال من ورائه، ولا يُعد قفزة إلى الأمام الهدف منها علاج المرضى!
الفكرة من كتاب شرور شركات الأدوية… فساد صناعة الدواء والسبيل إلى إصلاحه
يُبيِّن الكاتب الفساد الذي استشرى في صناعة الدواء، إذ كثيرًا ما يُطرح الدواء في الأسواق ثم سُرعان ما تظهر آثاره الجانبية الوخيمة والضارة ويثبُت فشله، فيتم سحبه من الأسواق بعد أن تسبب في أضرار جسيمة تُفضي إلى المعاناة والألم، بل وقد تكون قاتلة في كثير من الأحيان! والسبب في ذلك شركات صناعة الدواء والباحثون ومراقبو الأدوية.
مؤلف كتاب شرور شركات الأدوية… فساد صناعة الدواء والسبيل إلى إصلاحه
بن جولديكر: هو طبيب بريطاني، وكاتب، ومذيع، درس الطب في كلية “مودلين” بجامعة أكسفورد، ويعمل حاليًّا في هيئة الخدمات الصحية والوطنية في المملكة المتحدة، ومن مؤلفاته:
شرور شركات الأدوية.
العِلم الزائف.
معلومات عن المترجمين:
محمد عبد الرحمن إسماعيل: هو طبيب، ومترجم مصري، تخرج في كلية الطب جامعة القاهرة، عمل بمجال الترجمة بجوار الطب، لا سيَّما الترجمة العلمية والطبية، ومن كتبه المترجمة:
الثورة العلمية.
الجدول الدوري.
الجزيئات.
القومية.
هبة عبد العزيز غانم: مترجمة مصرية، تخرجت في كلية الألسن جامعة عين شمس، وحصلت على دبلومة الترجمة من كلية الآداب جامعة القاهرة، لها العديد من المراجعات والترجمات للعديد من الكتب في مجالات مختلفة ومتنوعة، ومن ترجماتها:
الواقع.
تجربة البروفيسور.
الخطر!
رحلات الفضاء.