السقوط.. البشر يروِّضون الذهب
السقوط.. البشر يروِّضون الذهب
بحكم الثقة التي اكتسبتها أمريكا بعد الحرب فقد كان للدولار نصيب من هذه الثقة، ولم تفوِّت الإدارة الأمريكية الفرصة، وفي غابات بريتون وودز تم تنصيب الدولار عملة عالمية بموافقة ممثلي تلك الدول على ربط عملاتها به بدلًا من الذهب مع قابلية تحويل الدولار إلى ذهب بدوره، وبذلك تصبح الولايات المتحدة منجمًا أبديًّا لتلك الدول، ولكن هذا لم يعنِ تنحِّي الذهب بشكل كامل، إذ كان الدولار لا يزال مرتبطًا به، ومع زيادة الإنفاق الأمريكي في حرب فيتنام وما تلاها كانت الخزائن الأمريكية تئن بالفعل، ومع إغراق العالم بالدولار كان الغطاء الذهبي الأمريكي الموجود في فورت نوكس لا يكفي شيئًا، وكان شبح تعويم الدولار يحوم في الأفق.
قرار جذري كفصل الدولار عن الذهب وتركه لتقلُّبات السوق يتطلَّب ضبطًا صارمًا للأسعار لكي تظل مناسبة للأمريكيين، وبإعلان الرئيس نيكسون إلغاء التحويل الدولي من الدولار إلى الذهب تغيَّر تصور البشر لهذا الأخير من كونه نقدًا مباشرًا إلى نوع من الحلول الآمنة الأخيرة للسيناريوهات المستقبلية الأكثر سوداوية، ولا شك أن تأثير الذهب كنقد قد اختفى بعد “صدمة نيكسون”، لكنه لم يفقد قيمته في أذهان البشر على الإطلاق، إذ كان ولا يزال معدنًا نفيسًا ورمزًا للثروة، وكانت عمليات التنقيب فيه لا تزال مجدية وذات عائد كبير، وهناك في نيفادا كان يستلقي منتظرًا مكتشفيه، وكانت هذه الصحارى التي عرفها الهنود القدماء كذلك ودلُّوا عليها المستكشفين الأوائل لا تزال زاخرة بالذهب، وعلى نطاق أوسع مما كان المنقبون هناك يتخيلون أصلًا، ولكنه كان متواريًا بعض الشيء.
الفكرة من كتاب الذهب.. التنافس على أكثر معادن العالم إغراءً
لقد كان للذهب على مدار التاريخ البشري القدرة على التحكُّم والسطوة على عقول البشر بطرق مختلفة عبر العصور، فقد كان في بعض الأوقات رمزًا للقداسة والقوى الأخروية باعتباره معدنًا خالدًا، ورأى فيه البشر غاياتهم وأحلامهم نحو الخلود، لكن هذه التصوُّرات كانت متغيِّرة كذلك.
يعرض الكتاب بسرد ممتع ممزوج بموهبة أدبية قصة البشر مع الذهب من كونه رمزًا للملكية والثروة الفردية حتى تردِّيه ليصبح مجرد وعاء ثابت ومُستقِر لحفظ الثروة، ثم سلعة تُباع وتُشترى ويتم تحديد سعرها كبقية السلع، لقد اقتُلِع من المركز في سبيل تنصيب ملك آخر من صنيعة البشر، ولكنه أكثر دهاءً.
مؤلف كتاب الذهب.. التنافس على أكثر معادن العالم إغراءً
ماثيو هارت: هو صحفي مقيم في نيويورك عمل في كثير من المجلات المتخصِّصة في الاقتصاد والأسواق المالية مثل وول ستريت جورنال ولندن تايمز، إلى جانب عمله بالعديد من المحطات التلفزيونية مثل ناشيونال جيوغرافيك.
تم عرض كتابه هذا “الذهب” في برنامج على قناة ناشيونال جيوغرافيك.
تم تحويل كتابه “الماس”، والحاصل على جائزة إلى مسلسل درامي قصير، وتُرجِم هذا الكتاب إلى ست لغات.
له العديد من المؤلفات الأخرى مثل:
-the Irish game
-the Russian pink
معلومات عن المترجم:
محمد مجد الدين باكير: متخصِّص في العلوم المالية، ومُهتم بالاستثمار والتمويل والأدوات المالية والمشتقات ومحافظ الاستثمار.
ترجم أيضًا كتاب “إمبراطورية الثورة”، الصادر عن سلسلة عالم المعرفة كذلك.
له مُؤلف بعنوان “محافظ الاستثمار”.