تحكَّم في التوتر بدلًا من تحكُّمه فيك
تحكَّم في التوتر بدلًا من تحكُّمه فيك
الاستجابة الفردية للتوتر لكل إنسان تختلف وتتباين إلى استجابات كبرى وتفاصيلها مختلفة، وبالتالي لا تقتنع أبدًا بالذي يخبرك طرقًا محدَّدة للتغلُّب على التوتُّر الملازم لك، ولكي تصبح أفضل في المواقف الفلانية لأنه ببساطة قد تكون من النوع الذي يستجيب ضد التوتر بنمط من الثورة المفرطة فتحتاج ما يجعلك أهدأ، وقد يكون نمط استجابتك هدوءًا مفرطًا فتحتاج ما يحفِّزك ويثيرك، لذا لا بد أن تحدِّد نمط استجابتك لكي تستطيع التغلُّب عليه.
لنبدأ بالشخص الذي لا يتحكَّم في انفعالاته وتصيبه حالة من الهياج والثورة، هذا الشخص يُنصح دائمًا بوسائل ومجهودات تقابل انفعاله بهدوء وتعيد إليه حالة من التوازن مثل إبطاء سرعة التنفُّس وتذكُّرِ ما ينشئ عندك أحاسيس اطمئنان واسترخاء، أما الشخص الذي تكون استجابته للتوتر انعزاله وهروبه من الناس وعلاقاته وقوقعته على نفسه أن يركِّز على السلوكيات المحفزة مثل التمارين الشاقة، حيث إن لها دورًا في تحفيز الجهاز العصبي وإعادة تنشيطه من جديد.
كيف تستطيع أن تعرف داخلك، ومن ثم تتحكَّم باستجابتك للتوتر؟ بدايةً لا بد من تعويد النفس وتدريبها على التمهُّل وعدم التسرُّع في الانفعال حتى يتسنَّى لك أخذ خطوات أخرى في طريق التحكُّم بالتوتر، ثم التدرُّب على مراقبة مشاعرك عن طريق ما يعرف بـ”التركيز الداخلي”، وهذه الخطوة تساعد أيضًا على الموازنة بين حق الآخرين عليك وحق نفسك وعدم جور هذا على ذاك، والخطوة التالية هي الوحدة بين العقل ولغة الجسد التعبيرية، واشتقاق ما يمكن أن تضبطه وتسيطر على ما يظهر عليك أمام الآخرين، بعد ذلك كله سيصبح لديك مخزون من الطاقة المدخرة، والذي قد يمكن استغلاله في تحسين علاقاتك بالآخرين.
بعد أن تتمكَّن من السيطرة على ردود أفعالك واستجاباتك للتوتُّر سيصبح لديك الكثير من المشاعر الإيجابية مثل مشاعر التحكم نفسها، وأنك قد تغلَّبت أخيرًا على عقبة تهدِّد علاقاتك، وزيادة ثقتك بالآخرين، وتحسن علاقتك بهم، الفضول في استكشاف العالم ومحاولة الإبداع في عملك، وأخيرًا أن تشعر بالقدرة على تلبية احتياجاتك واحتياجات الآخرين.
الفكرة من كتاب لغة الذكاء العاطفي
من أكثر الأسئلة التي تدور في ذهن الإنسان ما يخصُّ علاقاته في بيته وعمله ومجتمعه، ويرهق نفسه إما في اللوم واستنفاد طاقته، أو عدم اعتنائه بعلاقاته ليأسه وإحباطه وعجزه.
يقدِّم هذا الكتاب حلولًا نفسية عملية للحفاظ على صحة العلاقات في الحياة، بل وتنمية التواصل المشوَّش بيننا وبين الآخرين، في البداية تذكر الكاتبة كيف يتأثَّر الناس بالعلاقات منذ مرحلة الطفولة، ثم توضح الأسباب العامة لفشل العلاقات، وبعد ذلك تُفرد حديثًا مطولًا عن التوتر وما يصنعه من ضغوطات علينا وعلى من نحب وكيفية التعامل معه والسيطرة عليه، وتُعلِّق على المزاح والحس الفكاهي في العلاقات بأن قليله يصنع من الود ما لا يصنعه الكلام، وأخيرًا تنبِّه لطريقة حل الخلافات بين طرفي العلاقة إن كانت مما لا يؤثر فيهما بالضرر الجسدي أو المعنوي بصورة لا يمكن تحملها.
مؤلف كتاب لغة الذكاء العاطفي
جين سيغال: حصلت جين سيغال على درجة الماجستير في علم النفس ودرجة الدكتوراه في علم الاجتماع، مع تخصُّصها في الصحة الشاملة.
بدأت حياتها المهنية في أواخر الستينيات بصفتها مستشارة زواج وعائلة مرخصة، عملت على نطاق واسع في خدمة الأسرة في لوس أنجلوس ومع مجموعة مرموقة من أطباء الأورام في مركز سانت جوزيف الطبي، كما أدارت عيادتها الخاصة.
لها العديد من المؤلفات في العلاقات وعلم النفس، أهمها:
Feeling Loved: The Science of Nurturing Meaningful Connections and Building Lasting Happiness
Raising your emotional intelligence
معلومات عن المترجم:
مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم أطلقت برنامج “ترجم” بهدف إثراء المكتبة العربية بأفضل ما قدَّمه الفكر العالمي من معارف وعلوم، عبر نقلها إلى العربية والعمل على إظهار الوجه الحضاري للأمة عن طريق ترجمة الإبداعات العربية إلى لغات العالم.