كيف تواجه الضغوط النفسية؟
كيف تواجه الضغوط النفسية؟
علمك بمشكلتك نصف حلها، لكن عليك أيضًا السعي إلى مواجهتها، وهذا ما يحدث عند أخذ خطوات مواجهة الضغط النفسي، وتتعدَّد في خطوات عديدة منها؛ أولًا: الوعي، ويُكتسب من المعرفة والإدراك، والعلم بحقيقة أن الله خلق الإنسان في كبد، وأن الضغوط والكوارث قدر لا مفر منه في الحياة، ثانيًا: الصلاة، إذ أثبتت بعض الدراسات أن أداء الصلاة يفوق قدرة الاسترخاء، فلها العديد من الفوائد النفسية والروحية والجسدية والأخلاقية، وأيضًا تبعث الأمل وتقوِّي الإرادة وتُكسب الطمأنينة والسكينة والرضا، ثالثًا: ممارسة الرياضة حيث تُصرف طاقة الإنسان بشكل مفيد، وتكون على الأقل لمدة ثلاث مرات أسبوعيًّا لئلا يكون مُجهدًا، فالهدف هو مساعدة نفسيته وجسده وليس هلاكه، فالرياضة لها فوائد عديدة مهمة للجسم، إذ تعمل على زيادة فاعلية وكفاءة إمداد المخ بالأكسجين وزيادة كفاءة عمل القلب، وتُخلص الجسم من السموم والشحوم الزائدة وتنظم العمليات البيولوجية مثل النوم، وتقلِّل الوخم وتنشِّط الدورة الدموية، فلها انعكاسات إيجابية على الصحة النفسية، إذ تزيد من الحالة الإيجابية والسعادة والدافعية والإنجاز وحب الآخرين وحب النفس وتقبُّلها.
رابعًا: الاسترخاء، وهو كيفية إدخال الإنسان نفسه في حالة من الهدوء عن طريق الابتعاد عن الضوضاء والأماكن المزدحمة والتدخين، وتقليل تناول مشروبات الكافيين، وعدم الإفراط في النوم والطعام، وعادة التأمل على الأقل لمدة خمس دقائق يوميًّا، فتأمَّل شيئًا ما وأوقِف تفكيرك، وسوف يساعدك ذلك على تصفية ذهنك وتقوية حواسك وذاكرتك، وطريقة الاسترخاء والجلوس بهدوء وبوضع مريح، ثم أغلق عينيك وأرخِ كل عضلات جسمك وتنفَّس بانتظام، واحتفظ باسترخائك لأطول فترة ممكنة، ثم ابدأ بشد عضلاتك، وركِّز على ما تشعر به من حالة نفسية، ومارس هذا التمرين سواء كنت واقفًا أو جالسًا، وكلما أصابك ضغط وتوتر شديد.
سادسًا: تعامل مع الأفكار السلبية بإيجابية، وحدِّد أهدافك بما يوافق إمكانياتك مع الاعتدال في التفكير، وسابعًا: الإيمان بقضاء الله خيره وشره، فهو باعث على الأمان والرضا، وثامنًا: البعض يلجأ إلى العلاج الدوائي لكن يجب أن يكون تحت إشراف طبي ودون إفراط، والالتزام بالجرعة المحددة فقط، وأخيرًا: ابتسم كي ترى الوجود جميلًا.
الفكرة من كتاب كيف تواجه الضغوط النفسية
لا يستطيع الإنسان ردع الابتلاءات في الحياة أو كوارثها الطبيعية، وذلك لأنه قدر الله على عباده في الأرض واختباره لهم، مثلما وجد الخير فهناك الشر كي تتزن الحياة، وحقيقة الدنيا تقوم على الاختبار كما قال الله (عز وجل) في كتابه: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ﴾، أي مرةً بالسراء ومرةً بالضراء ويبتليهم بالقليل لأنه لو ابتلاهم بالكثير لهلكوا، وقد جاءت اختبارات الله (عز وجل) مُمحِّصة لا مُهلِكة للبشر، لذا فالبشر في ضغط كبير من الحياة وفي حاجة إلى نفسية قوية وجهاد كبير كي يواجهوا شقاءها، وهذا ما يعرضه لنا الكاتب من خلال بعض الدراسات عن الضغوط النفسية وتأثيرها في الإنسان وكيفية هزيمتها.
مؤلف كتاب كيف تواجه الضغوط النفسية
الدكتور محمد حسن غانم: كاتب، وروائي، وأستاذ في علم النفس، ومعالج نفسي مصري تخرج في جامعة عين شمس قسم علم النفس بكلية الآداب، ونال درجة الماجستير في علم النفس، ثم حصل على الدكتوراه. عمل أستاذًا مشاركًا في قسم علم النفس بكلية آداب جامعة حلوان، إلى جانب عمله مدربًا في مجال مكافحة الإدمان، وعضوًا بصندوق مكافحة الإدمان التابع لمجلس الوزراء المصري.
له عدة مؤلفات منها: “حياتك بلا خوف”، و”العلاج النفسي”، و”التأثيرات النفسية لوسائل الإعلام”، و”علم النفس التجريبي”.