أساطير لأسماء المدن
أساطير لأسماء المدن
ومنها: أوروبا؛ فقد كان لملك فينيقيا أميرة جميلة تسمى أوروبا، رآها جوبيتر فأحبها، وبينما كانت تلعب مع رفيقاتها أتاها في صورة ثور، هربت الفتيات أما أوروبا فبقيت واتجهت نحوه، فانحنى لها وركبت على ظهره، وانطلق بها مسرعًا نحو شاطئ البحر يقفز بها بين الأمواج، ظلت أوروبا تتوسَّل إلى الثور بأن يعيدها، ولكنه تجاهل استغاثتها وأكمل طريقه في البحر، وظهرت وحوش البحر وحورياته من حوله يرحِّبن به، فصرخت أوروبا تسأله إلى أين يحملها، فأخبرها بأنه الإله جوبيتر، وأن حبه لها هو الذي دفعه إلى التنكُّر في هذه الصورة، وأخذها إلى كريت وتزوَّجا وأنجبا ثلاثة أبناء، وسُمِّيت قارة أوروبا باسمها.
ومنها أثينا؛ إذ دخل الإله نبتيون والإلهة أثينا في منافسة على من منهما ستسمى باسمه مدينة في أتيكا، وكان لكل منهما رغبة شديدة في الفوز، وقرَّر الآلهة أن يقدم كل منهما هدية للبشر، ومن يقدم أنفع هدية تسمى المدينة باسمه، أصاب نبتيون الأرض برمحه فخرج منها حصان، أما أثينا فأصابت الأرض بالرمح فخرجت منها شجرة الزيتون، تطلَّع الآلهة إلى المستقبل ووجدوا العديد من الفوائد للبشر من هذه الشجرة، وأعلنوا فوز أثينا وسُمِّيت المدينة باسمها.
ومنها بافوس؛ فقد كان هناك ملك اسمه بيجماليون يحكم مدينة قبرص، تميز بالحكمة والمهارة في النحت، لكنه كان لا يثق في النساء وقرَّر ألا يتزوج أبدًا، نحت بيجماليون تمثال عذراء، كان يزداد جمالًا يومًا بعد يوم، عبَّر فيه عن أحلامه وقيمه، أُعجب بالتمثال الذي صنعه إعجابًا شديدًا وسمَّاه جالاتيا، وكان لا يجلس بعيدًا عنه ويديم النظر إليه ووقع في حب التمثال، ذهب بيجماليون في عيد إلهة الحب فينوس إلى معبدها وطلب منها أن تلبي له أمنيته وهي أن تسري الحياة في التمثال الذي نحته، ولما رجع إلى بيته وجد إكليلًا حول عنق التمثال وبدأت تسري فيه الحياة شيئًا فشيئًا، فأمسك يد جالاتيا فلفت أصابعها حول أصابعه وتحركت وتقدمت نحوه وهي تبتسم فاحتضنها، وتزوَّجا وأنجبا ابنًا اسمه بافوس، أسَّس مدينة باسمه ووهبها لإلهة الحب.
الفكرة من كتاب الأساطير اليونانية والرومانية
لاحظ القدماء ما حولهم من ظواهر طبيعية وإنسانية، واعتبروها ألغازًا حاولوا حلها ونسجوا حولها القصص والخرافات وتناقلوها من جيل إلى جيل، منها ما تعلَّق ببداية الوجود ومنها ما تعلَّق بمظاهر الفلك وبالحيوانات والنباتات، ومنها ما تعلَّق بالحب والأخلاق.
مؤلف كتاب الأساطير اليونانية والرومانية
أمين سلامة: مترجم وكاتب مصري، ولد في السودان لأسرة مُحبَّة للعلم، حصل على ليسانس الآداب في تخصُّص الدراسات القديمة من جامعة القاهرة، وعلى درجة الماجستير في الآداب اليونانية واللاتينية، شغل العديد من الأعمال ومنها أمينًا لغرفة النقود بالمكتبة العامة بجامعة القاهرة، وأمينًا بقسم الجغرافيا بنفس الجامعة، وانتدب فيها لتدريس اللغة اللاتينية، كما عمل بالتدريس في جامعات أمريكا وكندا، وفي الجامعة الأمريكية في مصر.
اهتم بدراسة التاريخ اليوناني والروماني اهتمامًا شديدًا، وداوم على السفر إلى اليونان سنويًّا لزيارة المكتبات والاطلاع على المخطوطات النادرة، برع في الترجمة، وترك للمكتبة العربية كثيرًا من أعماله والأعمال المترجمة التي كان ينقلها من لغتها الأصلية، إذ يزيد عددها على مئة وخمسين كتابًا.
من مؤلفاته: “حياتي في رحلاتي”، و”المرأة في مرآتي”، و”شباب إلى الأبد”.
من أعماله المترجمة: “الإلياذة”، و”الأوديسة”، و”فن الحب” لأوفيد.