الظروف الصعبة والمشاحنات الأخوية
الظروف الصعبة والمشاحنات الأخوية
الأبناء لا يجيدون التعامل بسهولة مع التغيير الدائم أو المؤقت، ويميلون إلى وجود نظام ثابت، ونتيجة مرض أحد الوالدين أو الطلاق يكون على أحد الوالدين التعامل مع الموقف وحده، رغم صعوبة عدم وجود دعم وصعوبة توفير الوقت والمال في هذه الحالة، فلا يمكن قبول ذلك كحجة لعدم حصول الابن على التدريب الصحيح في أثناء تربيته، وفي هذه الحالات يجب التعامل مع شعور الطفل بالذنب بتفكيك الموقف والاستماع بتركيز لمشاعره ثم التفسير الرزين له دون الدخول في تفاصيل الموقف، وإن بدت تربية الطفل صعبة دون دعم ومساندة شريك، فعلى الأم المعيلة بناء قوتها بالاعتماد والاهتمام بنفسها، وقضاء بعض الوقت بمفردها والقيام بشيء يُشعرها ببعض التجديد والإثارة فهذا مفيد لها ولهم، وتعتبر المشاركة في الأعمال المنزلية وسيلة جيدة لتعليمهم المهارات المفيدة ولقضاء الوقت معًا، أما عند الغياب المؤقت لأحد الوالدين فيجب التأكيد على حبه للطفل مع التمهيد ومناقشة أسباب الغياب مُسبقًا، وإظهار الاهتمام بإحضار هدايا مثلًا أو حضور مناسباته المهمة وتخصيص وقت لكل طفل على حدة، وفي حالة عمل الأم والأب بما يشغل يومهما كاملًا فلا يستطيعان قضاء الوقت مع أبنائهما فسيؤثر ذلك في حياتهم، ولا بد من الاتفاق على تغيير يضمن توفير بعض الوقت للأطفال، وإذا تم تعيين مربية لهم فيجب إبلاغها بالقواعد التي يجب أن يتبعها الأطفال بواقعية.
إن التنافس والشجار أمر طبيعي بين جميع الأبناء وغالبًا ما يحدث بهدف جذب انتباه الوالدين، لذا يجب ألا يتدخلا وإلا ستزداد مشاجراتهم لأنها تحقق الهدف، أما إذا لم يتدخلا وابتعدا فحتمًا ستقل، ويمكن وضع قواعد في أثناء الشجار بواقعية فلا يُطلب منهم عدم الصراخ، لكن يُطلب عدم رمي الأشياء وتحديد عقاب، وقد يكون سبب الشجار هو فقدان الابن الأكبر للاهتمام الذي اعتاد أن يناله قبل أن يأتي أخوه، فيستعيده عن طريق المشاغبة ومهاجمة أخيه، لذا يُنصح بتوجيه الاهتمام للابن الأكبر بقدر أكبر حتى من الابن الأصغر، فلن يمانع حينها من أن يلقى أخوه حب والديه لأنه مطمئن أن مكانته كما هي، ويُساعد أيضًا إعطاء كل ابن وقتًا خاصًّا وإن كان قليلًا تستمع فيه إليه بتركيز وتكونان بمفردكما، وفِعل ذلك باستمرار، فلا يشعر أنه مهمل ويصب غضبه على إخوته، وكذلك امدحهم مدحًا وصفيًّا طوال الوقت على عدم الشجار.
الفكرة من كتاب كيف تكونان أمًّا وأبًا أفضل
كتاب “كيف تكونان أمًّا وأبًا أفضل” يمكننا اعتباره كتيب إرشادات للوالدين، يساعدهما على تهيئة البيئة المناسبة وإيجاد طريقة التعامل المناسبة مع الأطفال، خصوصًا من تتراوح سنهم بين الثالثة والثالثة عشرة، فهي السن التي تتشكل فيها العادات التي تُشكل في ما بعد شخصية الإنسان، يُقدم الكتاب نصائح كثيرة للتعامل في المواقف المختلفة لأنه خلاصة التجربة الشخصية للكاتبة وخلاصة النصائح التي قدمها لها خبيرا التربية (نويل جانيس نورتون ولوك سكوت).
مؤلف كتاب كيف تكونان أمًّا وأبًا أفضل
كاساندرا جاردين، صحفية بريطانية تكتب مقالات في مجلة التلغراف اليومي (Daily Telegraph)، كما أنها كاتبة للسلسلة المشهورة “إرشاد الوالدين”، توفيت عام 2012 وقد أمضت عشر سنوات في الكتابة عن الأمومة والأبوة، ولديها خمسة أبناء.
معلومات عن المترجم:
منى برهان الدروبي، ولدت في مدينة حمص السورية، ثم انتقلت للإقامة في القاهرة، حصلت على التوجيهية ثم ليسانس آداب اللغة الإنجليزية في جامعة عين شمس، نُشرت لها مقالات في صحيفة الأهرام، والحياة، ومجلة نصف الدنيا. اتجهت إلى الترجمة بعد دراستها للترجمة في الجامعة الأمريكية بالقاهرة.