كيف نتذكَّر المعلومات؟
كيف نتذكَّر المعلومات؟
في ما سبق تعرَّفنا على الذاكرة، كيف تعمل وما أنواعها، ولكن يظل السؤال: ما الذي ينبغي حدوثه حتى نتذكر الأشياء، تخيَّل نفسك الآن تدرس من أجل الامتحان، ثم تدخل الامتحان وتبدأ بالإجابة عن الأسئلة من دون النظر إلى الكتاب، هذا ببساطة يحدث لأن الأسئلة عادةً ما تحمل محفزًا للذاكرة يربط بين المعلومات وبعضها، هذا الحافز هو ما يدفعنا إلى تذكُّر المعلومات واسترجاعها من الذاكرة.
وبناءً عليه فهناك العديد من طرق استرجاع المعلومات بناءً على ما تعتمد عليه، مثلًا عندما تتذكَّر شخصًا رأيته من قبل في مكان ما خلال الأسبوع السابق، فأنت بذلك تعتمد على الزمان والمكان في استرجاع المعلومة ويسمى بالاسترجاع السياقي، ويمكن أن تستدل على معرفة الشخص من خلال الإدلاء ببعض التفاصيل عنه مثل مهنته أو درجة القرابة، وكلما كانت التفاصيل أكثر وأقرب كان من السهل عليك التذكُّر من خلال المألوفية، ولكن الاعتماد على المألوفية في التذكُّر يمكن أن يكون خادعًا، إذ إن استرجاع المعلومات من الممكن أن يكون مشوهًا.
من المهم معرفة أن ما نستطيع استرجاعه يعتمد بصورة رئيسة على السياق الذي شُفِّرت فيه المعلومة أو صُنِّفت من البداية، وإلى أي مدى يتطابق هذا مع سياق الاسترجاع، وعلى الرغم من بساطة هذا الأسلوب فإننا أحيانًا قد نواجه صعوبة في تذكُّر الكلمات بسبب ندرة استخدامها أو ما شابه، فعلى سبيل المثال: يسهل على الأطباء تذكُّر المفردات والمصطلحات الطبية أكثر من غيرهم لأنهم معتادون ممارستها بشكل شبه يومي، ولتحقيق النحو الأمثل من استرجاع المعلومات، من الضروري جدًّا أن يتطابق نوع المعالجة المستخدم وقت التعلم بالشكل المناسب مع نوع المعالجة المطلوب في وقت الاختبار، فإذا أردنا استرجاع كل المعلومات بشكلٍ مثالي، يجب أن يعتمد التذكُّر على التطابق بين ما تمَّ تشفيره وما يتم التلميح به.
الفكرة من كتاب الذاكرة.. مقدمة قصيرة جدًّا
لطالما كانت الذاكرة وآلية عملها وتكوينها محط اهتمام وأنظار المجتمع العلمي بأسره، ولعلَّ ذلك بسبب الحيرة الكامنة وراء عدم معرفة السبب الحقيقي وراء نسياننا لأشياء قد تكون حصلت خلال اليوم ونذكر أشياء حصلت منذ عقود، هل نستخدم ذاكرتنا في تذكُّر الأشياء فحسب أم أن للذاكرة استخدامات أخرى؟ وكيف نسترجع الأحداث من ذواكرنا، والأهم من ذلك كيف تعمل الذاكرة وكيف تخزن أدمغتنا المعلومات؟ وما مرض فُقدان الذاكرة؟ وماذا عسانا أن نفعل من أجل تقوية ذاكرتنا؟
مؤلف كتاب الذاكرة.. مقدمة قصيرة جدًّا
جوناثان كيه فوستر: عالم وأستاذ في مجال علم النفس العصبي السريري وعلم الأعصاب السلوكي، يشغل حاليًّا مناصب متعددة، من بينها: زميل أبحاث أول في علم الأعصاب المعرفي بجامعة «إديث كوان» بأستراليا، وأستاذ أبحاث في علم النفس العصبي بجامعة غرب أستراليا، لديه عيادة طبية قائمة تقدم استشارات لمرضى فقدان الذاكرة ومن يعانون أنواعًا أخرى من الخلل الإدراكي.
معلومات عن المترجمة:
مروة عبد السلام: تخرَّجت في قسم اللغة الإنجليزية بكلية الألسن عام ٢٠٠٥م، وبدأت حياتها المهنية مترجمةً ومحررةً في صحف يومية ودور نشر معروفة، كما فازت في عدد من المسابقات الأدبية، منها: مسابقة “قصص على الهواء” التي تقدمها إذاعة “بي بي سي”، ولها مساهمات في مجلات وصحف مرموقة، كما ترجمت العديد من الكتب، وتشغل الآن منصب مدير التحرير بإحدى دور النشر الكبرى.
ومن الكتب التي ترجمتها: “اللاسلطوية” لكولين وارد، و”الذاكرة” لجوناثان كيو فوستر، و”أقمار المشترى” لأليس مونرو.